الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ } إلى قوله: { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } المعنى: وما يقرأ أكثرهم، ولا الذين وصف إعراضهم عن الآيات بالله (عز وجل)، أنه خالقهم، ورازقهم { إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } به: في عبادتهم الأوثان من دون الله (سبحانه)، وفي زعمهم أن له ولداً. تعالى الله عن ذلك.

قال ابن عباس: إذا سألتهم من خلقكم؟، وخلق الجبال والبحار؟ قالوا: الله وهم يشركون به.

قال ابن زيد: ليس أحد يعبد مع الله (سبحانه) غيره إلا وهو مؤمن بالله، ولكنه يشرك به.

ثم قال جل ذكره: { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ (ٱللَّهِ) } (والمعنى: أفأمن هؤلاء الذين يشركون بالله أن تأتيهم غاشية من عذاب الله). ومعنى " الغاشية " المجللة: يجللهم عذابها، ومنههَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } [الغاشية: 1].

{ أَوْ تَأْتِيَهُمُ (ٱلسَّاعَةُ) بَغْتَةً }: أي: فجأة، وهم مقيمون على كفرهم، وشركهم.

ثم قال تعالى: { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } الآية والمعنى: قل لهم يا محمد: هذه الدعوة التي أدعوكم إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله عز وجل، أدعوكم إلى الله [سبحانه] على بصيرة أي: على منهاج ظاهر، ويقين { أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي }.

ثم قال: { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ }: أي: وقل يا محمد سبحان الله: أي: تنزيهاً لله من شرككم، { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }.