الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } * { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } * { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }

قوله تعالى: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } إلى آخرها.

والمعنى: الحَدِيثُ الَّذي هو الحقُّ: اللهُ أَحَدٌ، فهو رفع بالابتداء كِنَايَةً عن الحديث، و { ٱللَّهُ } مبتدأ و { أَحَدٌ } خبره، والجملة خبر عن { هُوَ }.

ولا يجيز الفراء أن [يكون] { هُوَ } كناية عن الحديث إلا (إذا) تقَدَّمَهُ شيء، وهو عنده كناية عن مُفردٍ الله خَبَرُهُ،. وهو قول الأخفش.

وقال الأخفش: { أَحَدٌ } بدل من لفظ اسم الله. والمعنى: الله [إله] واحد، أي معبود واحد لا معبود غيره تجب له العبادة.

ثم قال تعالى: { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ }.

{ ٱللَّهُ } رفع بالابتداء، و { ٱلصَّمَدُ } نعته، وما بعد ذلك خبر. ويجوز أن يكون { ٱلصَّمَدُ } هو الخبر.

ويجوز أن يرفع على إضمار ابتداء و { ٱلصَّمَدُ } نعت، أي: هو الله الصمد، ويجوز على هذا أن يكون { ٱلصَّمَدُ } خبراً ثانياً، ويجوز أن يكون { ٱللَّهُ } بدلا من { أَحَدٌ }.

ويجوز أن يكون { ٱللَّهُ } بدلا من { ٱللَّهُ } الأول، وفي التكرير معنى التعظيم.

وروي أن اليهود عليهم اللعنة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم ربه عز وجل و (ينسبه) فأنزل الله { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } إلى آخرها.

وروي عن أبي عمرو أنه قرأ بحذف التنوين من { أَحَدٌ } ، حَذَفَهُ لالتقاءِ السَّاكنين. وروي عنه أنه إنما كان يفعل ذلك يريد السكوت عليه فإذا وَصَلَ نَوَّن، وَحَسُنَ الوَقْفُ عليه لأنه رأس آية.

و { أَحَدٌ } بمعنى واحد.

وقيل: { أَحَدٌ } هنا على بابه، بمعنى: أول، كما يقال: الْيَوُمُ الأَحَدُ، أي اليوم الأول، أي: أول الأيام، وذلك مسموع من العرب.

وقال بعض العلماء: في " أحد " من [الفائدة] ما ليس في " واحد " وذلك أنك إذا قلت: فلان لا يقوم به واحد، جاز أم يقوم به اثنان فأكثر.

وإذا قلت: فلان لا يقوم به أحد، تَضَمَّنَ معنى " واحد " (فأكثر)، [وأَكْثَرُ] ما يقع " أحد " إذا كان للعموم بعد النفي، فلذلك بَعُدَ أن يكون " أحد " [هنا] على بابه. وجعله أكثرهم بمعنى " واحد " ، لأن واحداً يقع في الإيجاب، [تقول]: مرَّ بنا أحد، أي واحد.

وقوله: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } أي: لم يكن له ولد ولا يكون، ولم يكن هو من والد ولا يكون.

وقيل: معناه ليس بِفَانٍ، لأنه ليس شيء " يَلِدُ إلاَّ وهو فَانٍ { وَلَمْ يُولَدْ } ليس بمُحْدَثٍ، لم يكن فكان، لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن لكنه جل وعز قديم لا يَبِيدُ وَلا يَفْنَى ليس كمثله شيء.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: تَفَكَّرُوا في كل شيء، ولا تَفَكَّرُوا في ذات الله، فإن بين السماء السابعة [إلى الكرسي] سبعة آلاف نور، والله فوق ذلك.

السابقالتالي
2 3