الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } * { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } * { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } * { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله: { الۤر } قد تقدم الكلام عليها.

وقولهم: " قَرَأتُ هوداً ": من صرفه أراد به سورة هود، ومن لم يصرفه جعله اسماً للسورة.

ولو قلت: " قرأت الحمد (لله) ". فإنما جاز النصب: تُعْمِلُ الفعل فيه، وجاز الرفع على الحكاية.

فإن قلت: قرأتُٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [الفاتحة: 2، يونس: 10، الزمر: 75، غافر: 65]، حكاية لا غير، وكذلكبَرَآءَةٌ } [التوبة: 1، القمر: 43]، ترفع على الحكاية، وتنصب على العمل. وتنوِّنُ إذا أردت الحذف، ولا تصرف إذا جعلته اسماً للسورة.

فإن قلت: قرأتَبَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } [التوبة: 1]، حكاية لا غير.

وتقول: قرأت " ألم البقرة ": فتنصِبُ على النعت لقولك: " ألم " ، لأنه مفعول به بقراءةٍ، وإن شئت خفضتَ " البقرة " ، وتقدّر إضافة " ألم " إليها.

فإن قلت: " قرأت:الۤمۤصۤ } [الأعراف: 1]، وكۤهيعۤصۤ } [مريم: 1]، لم يجز الإعراب، لأنه ليس في الأسماء نظير لهذا. وكذلكالۤمۤر } [الرعد: 1]، والۤر } [هود: 1، يوسف: 1، إبراهيم: 1، الحجر: 1]، وكذاطه } [طه: 1] لأنه في آخرها ألفاً.

فإن قلت:طسۤ } [النمل: 1]، قلت هذه " طسين " يا هذا، فلا تصرف لأن هذا من نظيره هابيل، وقابيل.

فإن أردت الحكاية، أسكنت، وتقول هذهطسۤمۤ } [الشعراء: 1، القصص: 1] فتُعْرِبُ: إن شئت تجعل " طس " اسماً، و " ميم " اسماً، وتضم أحدهما إلى الآخر مثل: معدي كرب، فيجوز فتح الثاني ورفعه تجعل الإعراب في الآخر.

وأجاز سيبويه: مَعْدِي كرب على الإضافة، فيجوز على هذا، " طس ميم " ، وتحسن الحكاية. فإن قلت: " قرأتحـمۤ } [غافر: 1، فصلت: 1، الشورى: 1، الزخرف: 1، الدخان: 1، الجاثية: 1، الأحقاف: 1] " ، لم ينصرف لأنه مثل " هابيل ". وإن شئت أسكنت على الحكاية.

فإن قلت قرأتحـمۤ * عۤسۤقۤ } [الشورى: 1-2] لم يجز الإعراب، لأنه لا نظير له في الأسماء.

وتقول هذهنۤ } [القلم: 1] فاعلم بأنها تُنَوَّن، وتُعْرَبُ: تريد سورة " نون ". وإن شئت جعلته اسماً للسورة، فلم تنونْ، وإن شئت أسكنت على الحكاية. وتقول: هذه السبح، فلا تصرف إذا جعلته اسماً للسورة، لأنه فعلٌ، وليس في الأسماء فعلٌ.

وإن شئت فتحتَ فَحَكَيْتَ على ما في السورة، فإن قلت هذه " سِبحْ " لم يجز إلا الإسكان تحكيه لأنه فيه ضمير، والجمل تحكى، وكذلك تحكي: قرأت:سَأَلَ سَآئِلٌ } [المعارج: 1]، ويٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } [المدثر: 1]، وقرأتوَٱلْفَجْرِ } [الفجر: 1] لأنه اسم وحرف.

وتقول: قرأتٱقْتَرَبَتِ } [القمر: 1] تقطع الألف، وتقف على الهاء، إذا جعلته اسماً للسورة / لأن تأنيث الأسماء في الوقف بالهاء، وألف الوصل في الأفعال تقطع إذا سمي بالأفعال. وإن شئت قلت: قرأت { ٱقْتَرَبَتِ } فوصلت الألف ووقفت بالتاء، على الحكاية.

السابقالتالي
2