الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْعَصْرِ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }

قوله تعالى: { وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } إلى آخرها.

قال ابن عباس: العصر: الدهر.

وقال قتادة: العمر ساعة من ساعات النهار، (يعني: العشي).

وقاله الحسن.

وقال الفراء: العَصْر [و] العَصَر: الدهر، وهو قسم. وتقديره: ورب العصر، وخالق العصر، ونحوه.

وقوله: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } جواب القسم.

وقال أبو عبيدة: لفي هلكةٍ ونقصان. وقيل: الخسر: دخول النار، يعني به الكافر. والإنسان اسم للجنس، ولذلك وقع الاستثناء (منه، فقال):

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }.

أي: وأوصى بعضهم بعضاً (بلزوم العمل بطاعة الله واجتناب معاصي الله.

(قال قتادة: " الحق) كتاب الله ".

ثم قال تعالى: { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }.

أي: وأوصى بعضهم بعضاً) بالصبر على العمل بطاعة الله جل وعز.

وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يقرأ: " والعصر ونوائب الدهر، إن الإنسان لفي (خسر)، وإنه فيه إلى آخر الدهر " ، وهذه قراءة مخالفة / للمُصْحف المجمع عليه، فلا يجوز لأحد أن يقرأ بها فيخالف الإجماع، وإنّمَا هي على معنى التفسير. وروى ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم: " لفي خُسُر " ، بضم السين والخاء.

وروي عن أبي عمرو أنه كان (يقرأ " بالصبِر " )، بكسر الباء، وهذا إنّما يجوز في الوقف على نقل الحركة.

وكان سلام [أبو المنذر] يقرأ " والعصِر " ، بكسر الصّاد، وهذا لا يجوز إلا في الوقف أيضاً. (وليس في هذه السورة) تمام إلى آخرها.