الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } * { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } * { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } * { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } * { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } * { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } * { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } * { أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } * { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } * { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }

قوله تعالى: { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } إلى آخر السورة.

قال ابن عباس ومجاهد: هي الخيل تعدو وهي [تحمعهم].

وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: هي الإبل تغدو من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى.

وقال محمد بن كعب القرظي: " العاديات ضبحاً ": الدفع من عرفة، { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } إلى المزدلفة، { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } تغير حين تصبح، { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } هي يوم منى.

[وممن] قال هي الإبل أيضاً: ابن مسعود وإبراهيم وعبيد بن [عمير].

وقال عكرمة: " والعاديات ضبحاً " الفرس يصبح إذا جرى.

وقال عطاء الخراساني: " ليس شيء من الدواب يضبح غير الكلب والفرس ".

وقال قتادة ومجاهد: هي الخيل تضبح. وهو قول سالم والضحاك. وهو اختيار الطبري، قال: " لأن الإبل (لا) تضبح، إنما تضبح الخيل.

وقال أبو صالح: الضبح من الخيل [الحمحمة]، ومن الإبل التنفس.

قال قتادة: [تضبح] إذا عدت، أي: [تحمحم].

قال الفراء: الضبح صوت أنفاس الخيل إذا عدت.

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية إلى بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، فنزلت: { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } بخبرها.

فهذا يدل على (أن) السورة مدنية.

وقيل: إن من قال هي الإبل، جعل [الحاء بدلاً] من عين، والأصل " ضبعاً " يقال: ضبعت الإبل.

وقوله تعالى: { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً }.

قال عكرمة: هي الخيل.

[قال الكلبي]: تقدح بحوافرها حتى يخرج من حوافرها النار.

وقال عطاء: " أورت النار بحوافرها ".

وقال ابن عباس: سألني علي عليه السلام عن " العاديات ضبحا فالموريات قدحا " فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم.

وعن ابن عباس أن قوله: { فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } ، عنى بذلك مكر الرجال.

وقاله مجاهد، [جعلاه] مثلاً للمكر.

وقال عكرمة: " هي الألسنة ".

وقال عبد الله: هي الإبل تنسف بمناسمها الحصى فتضرب بعضه ببعض [فتخرج] منه النار.

ثم قال تعالى: { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً }.

قال ابن عباس: هي " الخيل تغير في سبيل الله " وقاله مجاهد وعكرمة.

وقال قتادة: " أغار القوم بعدما أصبحوا على عدوهم ".

وقال إبراهيم: هي الإبل حين يقبضون من جمع.

وكان زيد بن أسلم يتوقف عن تفسير هذه الأحرف ويقول: هي قسم أقسم الله بها.

ثم قال تعالى: { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً }.

الهاء كناية عن الوادي وإن كان لم يتقدم له ذكر لأنه قد عرف المعنى، وقيل: عن المكان، والنقع؟ الغبار، فقد علم أنه لا يكون إلا في مكان، فأظهر المكان لعلم السامع به. والضمير في " أثرن " للخيل في قول مجاهد وعكرمة.

السابقالتالي
2