قوله: { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } إلى قوله { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }. " ألا ": تنبيه، " وأولياؤه ": قوم يُذكَر الله عز وجل عند رؤيتهم، لما عليهم من سمات الخير، والإخبات: قاله ابن عباس. وروي ذلك عن النبي، عليه السلام. وروى أبو هريرة عن النبي عليه السلام أنه قال: " إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء. قيل: من هم يا رسول الله؟ لعلنا نحبهم. قال: هم قوم متحابون في الله عز وجل من غير أموال، ولا أنساب. وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ: { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } " الآية. () ثم قال تعالى: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ (وَكَانُواْ) يَتَّقُونَ }: أي: هم الذين آمنوا بالله عز وجل ورسوله، وبما جاء من عند الله سبحانه { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }: محارمه. { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } قال عروة بن الزبير، ومجاهد: " هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو ترى له ". قال أبو الدرداء: " سألت النبي صلى الله عليه وسلم، عن هذه الآية فقال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل، وتُرى له، وهي / جزء من سبعة وأربعين جزءاً من النبوءة ". وعن ابن عباس أنه قال: هو قول الله عز وجل لنبيه:{ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } [الأحزاب: 47] قال: " (هي) الرؤيا الصالحة ". وبشرى الآخرة الجنة. وعلى هذا أكثر أهل التفسير. وقال قتادة، والزهري هي: بشرى عند الموت في الدنيا. وقال الضحاك: يعلم أين هو قبل الموت، ويدل على هذا القول قوله:{ يُبَشِّرُهُمْ (رَبُّهُم) بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ } [التوبة: 21] الآية. وقوله:{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ } الآية. [فصلت: 30]. وقال أبو ذر: " سألت النبي عليه السلام: فقلت: الرجل يعمل لنفسه خيراً، ويحبه الناس. فقال: تلك عاجل بشرى المؤمنين في الدنيا، وفي الآخرة إذا أخرجوا من قبورهم ". { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ }: أي: لا خُلف لوعده. لا بد أن يكون ما قال تعالى. { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ }: أي: البشرى في الحياة الدنيا، وفي الآخرة: { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }. والفوز: الظَّفر. قوله: { لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } وقف.