الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَـٰتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } إلى قوله { يُشْرِكُونَ }

والمعنى فمن أشد ظلماً يا محمد { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً }: أي: اختلق على الله الكذب { أَوْ كَذَّبَ بِآيَـٰتِهِ }: أي: بحُجَجِهِ، وَرُسله.

{ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ } " الهاء " كناية عن الأمر، و " المجرمون ": الذين اجترموا من الكفر، أي: اكتسبوه.

ثم وصفهم الله تعالى، فقال: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ }: وهي الأصنام، لا يضرهم ترك عبادتها، ولا تنفعهم عبادتها.

وقال الطبري: المعنى: " ولا تنفعهم عبادتها في الدنيا، ولا في الآخرة.

ثم قال عنهم: { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ }: كانوا يعبدون الأصنام، رجاء أن تشفع لهم عند الله سبحانه.

ثم قال: (قل) - يا محمد - { أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ }: أي: أتخبرون الله بما لا يكون في السماوات، ولا في الأرض أن تشفع الآلهة لأحد.

{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }: أي تنزيهاً له وعلوّاً عن شركهم.