الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

قوله: { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ } إلى آخر السورة.

والمعنى: وإن يُصبْكَ الله يا محمد بضر، فلا كاشف له عنك إلا هو دون ما يعبد هؤلاء من دون الله.

{ وَإِن يُرِدْكَ } الله يا محمد بخير أي: برخاء ونعمة، فلا رادَّ لفضله عنك. يصيب ربك يا محمد بالرخاء. من يشاء من عباده.

{ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } لذنوب من تاب.

{ ٱلرَّحِيمُ }: لمن آمن واستقام.

ثم قال تعالى: قل - يا محمد - { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ }: والحق هنا: القرآن. { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } أي: استقام { فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ } أي: اعوج عن الحق.

{ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ }: أي: يسلط على تقويمكم، إنما أمركم إلى الله. وأنا نذير، ومنذر.

ثم قال تعالى آمراً لنبيه: { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ }: أي: اعمل به، واصبر على ما يقول المشركون، وما يتولون عن أذاك.

{ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } ، أي: يقضي.

{ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } ، أي: خير القاضين بحكم الله عز وجل بينهم، يوم بدر بالسيف، فقتلهم، وأمر نبيه أن يسلك بمن بقي سبيل من هلك منهم حتى / يؤمنوا.

قال ابن زيد: هذا منسوخ بجهادهم، وأمره بالغلظة عليهم.