الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ }

معناه ثبتنا، لأنهم كانوا مهتدين، وإنما هو رغبة إلى الله أن يثبتنا على ذلك حتى يأتي الموت ونحن عليه.

وقيل: معناه / ألهمنا الثبات على الصراط المستقيم، وهو دين الإسلام، وهو مروي عن ابن عباس.

و " هَدَى " يكون بمعنى: " أَرْشَد " ، نحو قوله:وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } [ص: 22]، أي أرشدنا.

ويكون بمعنى " بَيَّنَ " كقوله:وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } [فصلت: 17]، أي بينّا لهم الصواب من الخطأ، فاستحبوا الخطأ.

ويكون بمعنى " أَلْهَمَ " كقوله:ثُمَّ هَدَىٰ } [طه: 50]، / أي ألهم الذَّكَر من الحيوان إلى إتيان الأنثى.

وقيل: معناه ألهم المصلحة ويكون هدى بمعنى " وَفَّقَ " كما قال "لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [البقرة: 258] أي لا يوفقهم.

والصراط المستقيم كتاب الله. وهو مروي عن النبي [عليه السلام].

وقال ابن عباس: " هو الطريق إلى الله عز وجل ".

وعن جماعة من الصحابة أنه الإسلام.

وقال جابر بن عبد الله: " هو الإسلام وهو أوسع مما بين السماء والأرض ".

وعن أبي العالية أنه: " رسول الله صلى الله عليه وسلم / وصاحباه ابو بكر وعمر ".

وهو قول الحسن.

وأصله الطريق الواضح.

وقال ابن الحنفية: " هو دين الله تعالى ".

وسمي مستقيماً لأنه لا عوج فيه ولا خطأ.

وقيل: سمي بذلك لاستقامته بأهله إلى الجنة.

وأصل { ٱلْمُسْتَقِيمَ }: " الْمُسْتَقْوِم " ، فألقيت حركة الواو على القاف وبقيت الواو ساكنة فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. كما قالوا ميزان، وهو من الوزن. وأصله " مِوْزَان " ، ثم قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وكذلك يقلبون الياء واواً إذا انضم ما قبلها نحو " مُوقِنٍ " و " موسِرٍ " لأنه من اليقين واليسار.