الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

قلت: الفَرَقُ: الخوف، و مُدَّخلاً: أصله: متدخلاً، مفتعل من الدخول، قبلت التاء دالاً وأدغمت. يقول الحق جل جلاله: { ويحلفون } لكم { بالله إنهم لمنكم } أي: من جملة المسلمين، { وما هم منكم } لكفر قلوبهم، { ولكنهم قوم يَفْرقُون }: يخافون منكم أن تفعلوا بهم ما تفعلون بالمشركين، فيظهرون الإسلام تقية وخوفاً { لو يجدون مَلْجأً } أي: حصناً يلتجئون إليه، { أو مَغَاراتٍ } غيراناً، { أو مُدَّخلاً } ثقباً أو جحراً يَنجَحِرُون فيه. وقرأ يعقوب: " مُدخِلاً " بضم الميم وسكون الدال، أي: دخولاً، أو مكاناً يدخلون فيه، { لَوَلّوا إليه وهم يجمحون } أي: يُسرعون إسراعاً لا يردهم شيء كالفرس الجموح. الإشارة: قد يتطفل على القوم من ليس منهم، فيظهر الوفاق ويبطن النفاق، كحال أهل النفاق، فينبغي أن يستر ويُحلُم عليه، كما فعل عليه الصلاة والسلام ـ بالمنافقين، تلطف معهم في حياتهم، والله يتولى سرائرهم، بالله التوفيق. ثم شرع يتكلم في مساوئ المنافقين، فقال: { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ }.