الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

يقول الحق جل جلاله: { وقل اعملوا } ما شئتم من خير أو شر، { فسيرى اللهُ عملَكُم } فإنه لا يخفى عليه خيراً كان أو شراً، { و } سيرى ذلك أيضاً { رسولُهُ والمؤمنون } ، فيظهر لهم ما يبدو منكم، فإن الطول يفضح صاحبه. { وستُرَدُون إلى عالم الغيب والشهادة } ، بالموت، { فينبئكم بما كنتم تعملون } فيخبركم بما عملتم بالمجاوزة عليه. الإشارة: كل من ظهر بدعوى أو تعرض لمقام من المقامات يقال له: { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } فإن كان إمره مبنياً على أساس الإخلاص والتقوى ثبت وانتهض، وشعشع نوره، وإن كان مبنياً على غير أساس، افتضح وكََسَف نوره، وسيرد الجميع إلى عالم الغيب والشهادة، فيجازي كلاً بعلمه. ثم نزل في شأن الثلاثة الذين خُلِّفُوا قوله تعالى: { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ }.