الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً }

قلت: { الله }: مبتدأ، و { لا إله }: خبر، أو اعتراض، و { ليجمعنكم }: خبر، وهو أوفق بالسياق، و { لا ريب فيه } حال، أو صفة لمصدر، أي: جمعًا لا ريب فيه. يقول الحقّ جلّ جلاله: { الله لا إله إلا هو } أي: لا مستحق للعبادة إلا هو، والله { ليجمعنكم } أي: ليَحشرنك من قبوركم { إلى يوم القيامة } للحساب الذي وعدكم به، لا شك فيه، فهو وعد صادق، { ومن أصدق من الله حديثًا } ، أي: لا أحدَ أصدقُ من الله حديثًا، لأن الكذب نقص، وهو على الله محال. الإشارة: الحق تعالى واحد في ملكه، فلا يذوق وحدانيته إلا من كان واحدًا في قصده وهمه، فكل من وحَّدّ قلبه وقصده وهمته في طلبه، وانجمع بكليته إليه، جمعه الله لحضرته، ونعَّمه بشهود ذاته، وعدًا حقًا وقولاً صادقًا، لا ريب فيه ولا اشتباه، إذ لا أحدَ أصدقُ من الله.