الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

قلت: { طاعة }: خبر، أي: أمرنا طاعة، وأصله النصب على المصدر، ورُفِعَ للدلاله على الثبوت، وبيِّتَ الشيء، دبَّره ليلاً وأضمره في نفسه. يقول الحقّ جلّ جلاله: في شأن المنافقين: { ويقولون } لك إذا حضروا معك: أمرنا وشأننا { طاعةٌ } لك فيما تأمرنا به، { فإذا برزوا } أي: خرجوا { من عندك بيَّت طائفة منهم } أي: دبرَّت ليلاً وأخفت من النفاق { غير الذي تقول } لك من قبول الإيمان وإظهار الطاعة، أو زوَّرت خلاف ما قلتَ لها من الأمر بالطاعة، { والله يكتب ما يبيتون } أي: يُثبِتُه في صحائفهم فيجازهم عليه، { فأعرض عنهم } ولا تبال بهم، { وتوكل على الله } يكفك شرهم، { وكفى بالله وكيلاً } عليهم، فسينتقم لك منهم. الإشارة: هذه الخصلة موجودة في بعض العوام إذا حضروا مع أهل الخصوصية أظهروا الطاعة والإقرار، وإذا خرجوا عنهم بيَّتوا الانتقاد والإنكار، فلا يليق إلا الإعراض عنهم، والغيبة في الله عنهم، فإن الله يكفي شرهم بكفالته وحفظه. والله تعالى أعلم.