الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

يقول الحق جلّ جلاله: { ولقد منَنَّا } أنعمنا { على موسى وهارونَ } بالنبوة وغيرها من المنافع الدينية والدنيوية، { ونجَّيناهما وقومَهُما } بني إسرائيل، { من الكربِ العظيم } من الغرق والدهش الذي أصابهم، حين طلعت خيل فرعون عليهم، أو: من سلطان فرعون وقومه وعنتهم. { ونصرناهمْ } أي: موسى وهارون وقومهما { فكانوا هم الغالبين } على فرعون وقومه. { وآتيناهما الكتابَ المستبينَ } البليغ في بيانه، وهو التوراة، { وهديناهما الصراط المستقيمَ } صراط أهل الإسلام، وهو الطريق الذي يُوصل إلى الحق، { وتركنا عليهما } الثناء الحسن { في الآخِرِين } الآتين بعدهما، { سلامٌ على موسى وهارونَ إِنَّا كذلكَ نجزي المحسنين إِنهما من عبادنا المؤمنين } الكاملين في الإيمان. الإشارة: منّ عليهما أولاً بالخصوصية، ثم امتحنهما عليها بالكرب العظيم، كما هي عادته في أهل الخصوصية، ثم مَنَّ عليهم بالفرج ولانصر والعز، ثم هداهما إلى طريق السير إليه، في الظاهر والباطن، بإنزال الكتاب، وبيان طريق الرشد والصواب، فالطريق المستقيم هي طريق الوصول إلى الحضرة، وشهود عين التوحيد الخاص، ثم ينشر الصيت والذكر الحسن في الحياة والممات. والله تعالى أعلم. ثم ذكر إلياس، فقال: { وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ... }