الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

قلت: جملة { لا تجزي }: نعت ليوم، وحذف العائد، أي: لا تجزي فيه نفس، قال المرادي: إذا نعت بالجملة اسم زمان جاز حذف عائده ثم استدل بالآية. وهل حذف برمته أو بالتدريج؟ قولان. يقول الحقّ جلّ جلاله: { يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } بأن جعلت الأنبياء تسوسكم، والملوك منكم يدبرون أموركم، و { فضلتكم } على عالم زمانكم، فاشكروا هذه النعم بالإيمان بالرسول الذي أرسلته إليكم، وخافوا أهوال يوم القيامة، الذي لا تغنى فيه { نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها } فداء إن أرادت الفداء، { ولا تنفعها شفاعة } شافع، ولا يدفع عنها أهوال ذلك اليوم ولي ولا ناصر، إلا من اتخذ يداً عند الملك القادر، وبالله التوفيق، وتقدمت إشارة هذه الآية في الآية الأولى. ولما أراد الحق تعالى أن ينسخ القبلة ويردها إلى بيت الله الحرام بعد أن كانت إلى بيت المقدس، ذكر خصوصيةَ مَنْ بناه، وكيفية بنائه، وفي ضمن ذلك ذكر شرفه ليكون ذلك داعياً إلى الامتثال.