الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

يقول الحقّ جلّ جلاله: { ولو يُؤاخذ اللهُ الناسَ بظلمهم } أي: بكفرهم ومعاصيهم الصادرة من بعضهم، { كما ترك عليها } أي: على الأرض { من دابة }: نسمة تدب عليها، بشؤم ظلمهم. وعن ابن مسعود: كاد الجُعَل يهلك في جُحره بذنب ابن آدم. وقيل: لو هلك الآباء بكفرهم لم يكن الأبناء، { ولكن يُؤخرهم إلى أجل مسمى } سماه لأعمارهم، أو لعذابهم، { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون } عنه { ساعة ولا يستقدمون } عليه، بل يهلكون، أو يُعذبون حينئذ لا محالة، فالحكمة في إمهال أهل الكفر والمعاصي لئلا يعم العذاب، كقوله:وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } [الأنفال: 25]، و لعل الله تعالى يُخرج من أصلابهم من يُوحد الله }. والله تعالى أعلم. الإشارة: إن الله يهم أن ينزل إلى أهل الأرض عذابًا لما يرى فيهم من كثرة الظلم والفجور، فإذا رأى حِلَق الذكر ومجالس العلم رفع عنهم العذاب. وفي بعض الأخبار: " لَوْلاَ شُيوخٌ ركع، وصِبْيَانٌ رُضَّعٌ، وبَهَائمُ رُتَّعٌ، لصُبَّ عَليكُمُ العَذَابُ صَبًّا ". ثمَّ ذكر وعيد الكفار فقال: { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ... }.