الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

يقول الحقّ جلّ جلاله: { ثم إن ربك للذين عملوا السُّوء } كالشرك، والافتراء على الله، وغير ذلك، { بجهالةٍ } أي: ملتبسين في حال العمل بجهالة، كالجهل بالله وبعقابه، وعدم التدبر في عواقبه لغلبة الشهوة عليه، { ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } عملهم، { إن ربك من بعدها } أي: التوبة، أو الجهالة، { لغفور } لذلك السوء، { رحيمٌ } بهم يثيبهم على الإنابة. الإشارة: كل من أساء الأدب، ثم تاب وأناب، التحق بالأحباب. قال بعضهم: " كل سوء أدب يثمر أدبًا فهو أدب ". والتوبة تتبع المقامات فتوبة العوام: من الهفوات، وتوبة الخواص: من الغفلات، وتوبة خواص الخواص: من الفترات عن شهود الحضرات. وبالله التوفيق. ولما رغب في الشكر ذكرانه من ملة خليله إبراهيم ومن حبيبه عليه أفضل الصلاة