الرئيسية - التفاسير


* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }

قلت: " أنلزمكموها ": يصح في الضمير الثاني الوصل والفصل لتقدم الأخص. يقول الحق جل جلاله: { قال } نوح لقومه: { يا قوم أرأيتم }: أخبروني، { إن كنت على بينة من ربي } على طريقة واضحة من عند ربي، أو حجة واضحة شاهدة بصحة دعواي، { وآتاني رحمة من عنده } النبوة، { فعميت } خفيت { عليكم } فلم تهتدوا إليها، { أنلزمكموها } أنكرهكم على الاهتداء بها { وأنتم لها كارهون } لا تختارونها ولا تتأملون فيها. ولم يؤمر بالجهاد، بل تركهم حتى نزل بهم العذاب. الإشارة: طريقة أهل التذكير ـ الذين هم على بينة من ربهم ـ أنهم يُذكرون الناس، ولا يكرهون أحداً على الدخول في طريقهم، إذا عميت عليهم، والله تعالى أعلم. ثم قال: { وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً }.