الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

{ وأذان من الله ورسوله } الاذان بمعنى الايذان كالعطاء بمعنى الاعطاء اى هذا اعلام واصل منهما { الى الناس } كافة المؤمنين والكافرين ناكثين او غيرهم فالاذان عام والبراءة خاصة بالناكثين من المعاهدين والجملة عطف على قوله براءة { يوم الحج الأكبر } منصوب بما يتعلق به الى الناس. وفيه قولان. احدهما انه يوم العيد فانه يتم فيه اركان الحج كطواف الزيارة وغيره ويتم فيه معظم افعاله كالنحر والرمى وغيرهما واعلام البراءة كان فيه - وروى - ان النبى صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر عند الجمرات فى حجة الوداع فقال هذا يوم الحج الاكبر - وروى- ان عليا رضى الله عنه خرج يوم النحر على بغلة بيضاء الى الجبانة فجاء رجل فاخذ بلجامها وسأله عن يوم الحج الاكبر فقال هو يومك هذا خل سبيلها. والثانى انه يوم عرفة لقوله عليه الصلاة والسلام " الحج عرفة " حصر النبى عليه السلام افعال الحج فى الوقوف بعرفة لانه معظم افعاله من حيث ان من ادرك الوقوف بعرفة فقد ادرك الحج ومن فاته الوقوف فاته الحج ووصف الحج بالاكبر لان العمرة تسمى الحج الاصغر ولاجتماع المسلمين والمشركين فى ذلك اليوم وموافقته لاعياد اهل الكتاب ولم يتفق ذلك قبله وبعده فمعظم ذلك اليوم فى قلوب جميع الطوائف والملل وورد " ان الوقفة يوم الجمعة تعدل سبعين حجة " وهو الحج الاكبر { ان الله } اى بان الله والباء صلة الاذان حذفت تخفيفا { بريئ من المشركين } اى من عهدهم الذى نقضوه فالمراد بالمشركين المعاهدون الناكثون { ورسوله } قال المفسرون هو مرفوع معطوف على المستكن فى بريئ او منصوب على ان الواو بمعنى مع اى بريئ معه منهم او مجرور على القسم ولا تكرير فى ذكر بريئ لان قوله براءة اخبار بثبوت البراءة وهذا اخبار بوجوب الاعلام بذلك ولذلك علقه بالناس ولم يخصه بالمعاهدين كما قال اولاالى الذين عاهدتم } التوبة 4 { فإن تبتم } من الكفر والغدر { فهو } اى فالتوبة { خير لكم } فى الدارين من الاقامة على الكفر والغدر { وان توليتم } اى اعرضتم عن التوبة { فاعلموا انكم غير معجزى الله } غير سابقين ولا فائتين اى لا تفوتونه طلبا ولا تعجوزنه هربا فى الدنيا. وبالفارسية شمانه عاجز كنند كانيد خدايرا يعنى توانيد كه ازوبكر يزيد يابا او ستيزيد { وبشر الذين كفروا بعذاب اليم } فى الآخرة والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر التبشير فى مقام الانذار تهكم بهم. وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال كنت مع على رضى الله عنه حين بعثه رسول الله بالبراءة الى مكة فقيل لابى هريرة بماذا كنتم تنادون قال كنا ننادى انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ولا يحجن هذا البيت بعد هذا العام مشرك ولا عريان ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فأجله الى اربعة اشهر فاذا مضت اربعة اشهر فان الله بريئ من عهد المشركين ورسوله