الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }

{ إنما يعمر مساجد الله } شامل للمسجد الحرام وغيره { من آمن بالله } وحده والايمان بالرسول داخل فى الايمان بالله لما علم من تقارنهما وعدم انفكاك احدهما عن الآخر فى مثل الشهادة والاذان والاقامة { واليوم الآخر } بما فيه من البعث والحساب والجزاء { واقام الصلوة } مع الجماعة واكثر المشايخ على انها واجبة وفى الحديث " صلاة الرجل فى جماعة تضعف على صلاته فى بيته وفى سوقه خمسا وعشرين ضعفا " والجماعة فى التراويح أفضل وكل ما شرع فيه الجماعة فالمسجد فيه افضل فثواب المصلين فى البيت بالجماعة دون ثواب المصلين فى المسجد بالجماعة { وآتى الزكوة } اى الصدقة المفروضة عن طيب نفس وقرن الزكاة بالصلاة فى الذكر لما ان احداهما لا تقبل الا بالاخرى اى انما تستقيم عمارتها ممن جمع هذه الكمالات العلمية والعملية { ولم يخش } فى امور الدين { الا الله } فعمل بموجب امره ونهيه غير آخذ له فى الله لومة لائم ولا خشية ظالم فيندرج فيه عدم الخشية عند القتال ونحو ذلك. واما الخوف الجبلى من الامور المخوفة كالظلمة والسباع المهلكة والدواهى العظيمة فهو لا يقدح فى الخشية من الله اذ الخشية من الله ارادة ناشئة من تصور عظمة الله واحاطة علمه بجميع المعلومات وكمال قدرته على مجازاة الاعمال مطلقا وهذا الخوف الجبلى لا يدخل تحت القصد والارادة { فعسى اولئك } بس آن كروه شايد { أن يكونوا من المهتدين } الى مباغيهم من الجنة وما فيها من فنون المطالب العلية وابرازاهتدائهم مع ما بهم من الصفات السنية فى معرض التوقع لقطع اطماع الكفرة عن الوصول الى مواقف الاهتداء والانتفاع باعمالهم التى يحسبون انهم لها محسنون ولتوبيخهم بقطعهم بانهم مهتدون فان المؤمنين مع ما بهم من هذه الكمالات اذا كان امرهم دائرا بن لعل وعسى فما بال الكفرة وهم هم واعمالهم اعمالهم
جايى كه شير مردان در معرض عتابند روباه سير تانرا آنجا جه تاب باشد   
وديكر منع مؤمنانست ازاغترار باعمال خويش وبران اعتماد نمودن كما قال الحدادى كلمة عسى من الله واجبة والفائدة فى ذكرها فى آخر هذه الآية ليكون الانسان على حذر من فعل ما يحبط ثواب عمله كه هر كه بعمل مغروست از فيض ازل مهجورست
مباش غره بعلم وعمل كه شد ابليس بدين سبب زدر باركاه عزت دور   
واعلم ان عمارة المساجد تعم انواعا منها البناء وتجديد ما انهدم منها وفى الحديث " سبع يجرى للعبد اجرهن وهو فى قبره بعد موته من تعلم علما او كرى نهرا او حفر بئرا او غرس نخلا او بنى مسجدا او ورث مصحفا او ترك ولدا يستغفر له بعد موته " وفى الحديث " من بنى مسجدا لله تعالى اعطاه الله بكل شبر او بكل ذراع اربعين الف الف مدينة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ فى الجنة فى كل مدينة الف الف بيت فى كل بيت الف الف سرير على كل سرير زوجة من الحور العين فى كل بيت اربعون الف مائدة على كل مائدة اربعون الف قصعة فى كل قصعة اربعون الف الف لون من طعام ويعطى الله له من القوة حتى يأتى على تلك الازواج وعلى ذلك الطعام والشراب "

السابقالتالي
2 3 4