الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ أم حسبتم } آيا مى بنداريداى مؤمنان وام منقطعة. والمعنى بل أحسبتم ومعنى بل الاضطراب عن امرهم بالقتال الى توبيخهم على الحسبان { ان تتركوا } مهملين غير مأمورين بالجهاد { ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم } اى والحال انه لم يتبين الخلص وهم الذين جاهدوا من غيرهم وفائدة التعبير عن عدم التبين بعدم علم الله تعالى ان المقصود هو التبين من حيث كونه متعلقا للعلم ومدارا للثواب. قال الحدادى وكان الله تعالى قد علم قبل امرهم بالقتال من لا يقاتل ممن يقاتل ولكنه يعلم ذلك غيبا واراد العلم الذى يجازى عليه وهو علم المشاهدة لانه يجازيهم على علمهم لا على علمه فيهم انتهى وعدم التعرض لحال المقصرين لما ان ذلك بمعزل من الاندراج تحت ارادة اكرم الاكرمين { ولم يتخذوا } عطف على جاهدوا داخل فى حيز الصلة اى ولما يعلم الله الذين لم يتخذوا { من دون الله } متعلق بالاتخاذ ان ابقى على حاله او مفعول ثان له ان جعل بمعنى التصيير { ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة } اى بطانة وصاحب سر وهو الذى تطلعه على ما فى ضميرك من الاسرار الخفية من الولوج وهو الدخول. قال ابو عبيدة كل شيء ادخلته فى شيء وليس منه فهو وليجة تكون للواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد { والله خبير بما تعملون } اى بجميع اعمالكم لا يخفى عليه شيء منها فيعلم غرضكم من الجهاد هل فيه اخلاص او هو مشوب بالعلل كاحراز الغنيمة او جلب الثناء او نحو ذلك قال السعدى
منه آب زرجان من بربشيز كه صراف دانا نكيرد بجيز زراند ودكانرا بآتش برند بديد آيد آنكه كه مس يازرند   
وفى الآية حث على الجهاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لرباط يوم فى سبيل الله محتسبا من غير شهر رمضان افضل عند الله واعظم اجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها و رباط يوم فى سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان افضل عند الله واعظم اجراً من عبادة الفى سنة صيامها وقيامها فان رده الله الى اهله سالما لم يكتب عليه سيئة الف سنة ويكتب له الحسنات ويجرى له اجر الرباط الى يوم القيامة " وفى الحديث " من آمن بالله وبرسوله واقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله ان يدخل الجنة جاهد فى سبيل الله او جلس فى ارضه التى ولد فيها " قالوا أفلا نبشر الناس قال " ان فى الجنة مائة درجة اعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض فاذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة "

السابقالتالي
2