الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

{ وما كان الله } مريدا { ليعذبهم وأَنت فيهم } لان العذاب اذا نزل عم ولم يعذب امة الا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها وفيه تعظيم للنبى عليه السلام وحفظ لحرمته وقد ارسله الله تعالى رحمة للعالمين والرحمة والعذاب ضدان والضدان لا يجتمعان قيل ان الرسول عليه السلام هو الامان الاعظم ما عاش ودامت سنته باقية والاية دليل على شرفه عليه السلام واحترامه عند الله حيث جعله سببا لامان العباد وعدم نزول العذاب وفى ذلك ايماء الى ان الله تعالى يرفع عذاب قوم لاقترانهم باهل الصلاح والتقى. قال حضرة الشيخ الشهير بافتادة افندى قدس سره جميع الانتظام بوجود الشريف فانه مظهر الذات وطلسم العوالم حتى قيل فى وجه عدم ارتحال جسده الشريف من الدنيا مع ان عيسى عليه السلام قد عرج الى السماء بجسده انه انما بقى جسمه الطاهر هنا لاصلاح عالم الاجساد وانتظامه قال الشيخ العطار قدس سره
خويشتن را خواجه عرصات كفت انما انا رحمة مهداة كفت   
رزقنا الله شفاعته { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } المراد استغفار من بقى فيهم من المؤمنين المستضعفين الذين لا يستطيعون المهاجرة عنهم. وقيل معناه وفى اصلابهم من يستغفر وقيل معناه وفيهم من يأول امره الى الاستغفار من الكفر. قال امير المؤمنين على المرتضى رضى الله عنه كان فى الارض امانان فرفع احدهما وبقى الآخر. فاما الذى رفع فهو رسول الله. اما الذى بقى فالاستغفار وقرأ بعده هذه الآية. وفى نفائس المجالس المؤمن الصادق فى ايمانه لا يعذبه الله فى الآخرة لان نبيه يكون فيهم يوم القيامة واقسم الله سبحانه ان لا يعذب امته ما دام هو بينهم والصدق فى التوبة يؤدى الى النجاة وهو الندم مع الاقلاع لا باللسان فقط واستغفار العوام من الذنوب واستغفار الخواص من رؤية الأعمال دون رؤية المنة والفضل والاستغفار الاكابر من رؤية شيء سوى الله
كفت حق كآمرزش ازمن مى طلب كان طلب مرعفورا باشد سبب ازبى زهر كناه ار بشنوى هست استغفار ترياق قوى