الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول } اى اجيبوا الله ورسوله بان تطيعوهما { إذا دعاكم } اى الرسول اذ هو المباشر لدعوة الله ودعاؤه بامر الله فهو دعاء الله تعالى ولذا وحد الفعل { لما يحييكم } اللازم بمعنى الى اى الذى يحييكم وهو انواع منها العلوم الدينية فانها حياة القلب والجهل موته قال
لا تعجبن الجهول حلته فذاك ميت وثوبه كفن   
وقال
جاهلى كان بعلم زنده نشت ميتش دان ومسكنش مدفن از جنازه نشان جمازه او جامهاى تنش بجاى كفن   
وفى الخبر ان الله تعالى ليحيى القلب الميت بالعلم كما يحيى الارض الميتة بوابل المطر والعلوم الدينية الشرعية هى التفسير والحديث والاصول والفقه والفرائض
علم دين فقهست وتفسير وحديث هركه خواند غير ازين كردد خبيث1   
ومنها العقائد والاعمال فانها تورث الحياة الابدية فى النعيم الدائم. ومنها الجهاد فانه سبب البقاء اذ لو تركوه لغلبهم العدو وقتلهم كما فى قوله تعالىولكُم في القِصاصِ حَيوٱةٌ } البقرة 179. ومنها الشهادة فان الشهداء احياء عند ربهم سواء كانوا مقتولين بسيف الكفار او بسيف الرياضات الشاقة والمجاهدات القوية
دانه مردن اشيرين شداست بل هم احياءيى من آمده است2 اقتلونى يا ثقاتى لائما ان فى قتلى حياتى دائما   
فالموت هو الفناء عن الكل والحياة هو البقاء بنور الله تعالى { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } قال فى القاموس كل ما حجز بين شيئين فقد حال بينهما وهو تمثيل لغاية قربه من العبد وهو اقرب الى قلبه منه لان ما حال بينك وبين الشيء فهو اقرب الى الشيء منك وتنبيه على انه مطلع من مكنونات القلوب على ما عسى يغفل عنه صاحبها. قال رضى الله عنه اللهم اغفر لى ما انت اعلم به منى او حث على المبادرة الى اخلاص القلوب وتصفيتها قبل ان يحول الله بينه وبين القلب بالموت او غيره من الآفات كأنه قيل بادر الى تكميل النفوس وتصفية القلوب باجابة الرسول المبعوث من علام الغيوب قبل فوات الفرصة فانها قد تفوت بان يحدث الله اسبابا لا يتمكن العبد معها من تصريف القلب فيما يشاؤه من اصلاح امره فيموت غير مستجيب لله ورسوله ويحتمل ان يكون المراد بالحيلولة تصوير تملكه تعالى قلب العبد وغلبته عليه فيفسخ عزائمه ويغير نياته ومقاصده ولا يمكنه من امضائها على حسب ارادته فيحول بينه وبين الكفر ان اراد سعادته وبينه وبين الايمان ان قضى شقاوته وكان عليه السلام يقول كثيرا " يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ". ويبدل بالامن خوفا وبالذكر نسيانا وما اشبه ذلك من الامور المعترضة المفوّتة للفرصة در كشف الاسرار فرموده كه علما دلرا بايند ولمن كان له قلب اشارت بدانست وعرفادلرا كم كنند يحول بين المرء وقلبه عبارت از آنست در بدايت از دل نا جارست ودر نهايت حجاب ديدارست

السابقالتالي
2 3