الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً }

{ لنفتنهم فيه } لنختبرهم فى ذلك الاسقاء والتوسيع كيف يشكرونه كما قال تعالى وبلوناهم بالحسنات او فى ذلك الماء والمآل واحد وقال الكاشفى ابيازماييم ايشانرادوآن زندكانى كه بوظائف شكر جكونه قيام نمايند. وفيه اشارة الى ان المرزوق بالرزق الروحانى والغذآء المعنوى يجب عليه القيام بشكره ايضا وذلك بوظائف الطاعات وصنوف العبادات وضروب الخدمات { ومن يعرض عن ذكر ربه } عن عبادته او عن موعظته او وحيه { يسلكه } يدخله { عذابا صعدا } اى شاقا صعبا يتصعد اى يعلو المعذب ويغلبه فلا يطيقه على انه مصدر وصف به للمبالغة يقال سلكت الخيط فى الابرة اذا ادخلته فيها اى يسلكه فى عذاب صعد كما قال ما سلككم فى سقر أى ادخلهم فيها فخذف الجار واوصل الفعل ثم ان كان اعراضه بعدم التصديق عذابه بالتأبيد والا فبقدر جريمته ان لم يغفر له وروى ان صعدا جبل فى النار اذا وضع عليه يديه او رجليه ذابتا واذا رفعهما عادتا وقال بعضهم صعدا جبل املس فى جهنم ويكلف الوليد ابن المغيرة صعوده اربعين عاما فيجذب من اعلاه بالسلاسل فاذا انتهى الى اعلاه انحدر الى اسفله ثم يكلف ثانيا وهكذا يعذب ابدا.