الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً }

{ وقال نوح } بعدما قنط من اهتدآئهم قنوطا تاما بالامارات الغالبة وباخبار الله تعالى { رب } اى بروردكار من { لا تذر على الارض } لا تترك على الارض { من الكافرين } بك وبما جاء من عندك متقدمة من قوله { ديارا } احدا يدور فى الارض فيذهب ويجيئ اى فأهلكهم بالاستئصال والجملة عطف على نظيرها السابق وقوله تعالىمما خطيئاتهم } الخ اعتراض وسط بين دعائه عليه السلام للايذان من اول الامر بان ما اصابهم من الاغراق والاحراق لم يصبهم الا لأجل خطيئاتهم التى عددها نوح وأشار الى استدراكهم للاهلاك لاجلها لما انها حكاية لنفس الاغراق والاحراق على طريقة حكاية ما جرى بينه عليه السلام وبينهم من الاحوال والاقوال والا لأخر عن حكاية دعائه هذا وديار من الاسماء المستعملة فى النفى العام يقال ما بالدار ديار أو ديور كقيام وقيوم اى احد وساكن وهو فيعال من الدور او من الدار اصله ديوار وقد فعل به ما فعل باصل سيد فمعنى ديار على الاول احد يدور فى الارض فيهب ويجيئ وعلى الثانى احد ممن ينزل الدار ويسكنها وأنكر بعضهم كونه من الدور ان وقال لو كان من الدور ان لم يبق على وجه الارض جنى ولا شيطان وليس المعنى على ذلك وانما المعنى اهلك كل ساكن دار من الكفار أى كل انسى منهم. يقول الفقير جوابه سهل فان المراد كل من يدور على الارض من امة الدعوة ليس الجن والشيطان منها اذ لم يكن نوح مبعوثا الى الثقلين وليس ديار فعالا من الدار والا لقيل دوار لان اصل دار دور فقلبت واوه ألفا فلما ضعفت عينه كان دوار بالواو الصحيحة المشددة اذ لا وجه لقلبها ياء.