الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ ٱلْخَاسِرِينَ }

{ الذين كذبوا شعيبا } استئناف لبيان ابتلائهم بشؤم قولهم فيما سبقلنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا } الأعراف 88. وعقوبتهم بمقابلته والموصول مبتدأ وخبره قوله تعالى { كأن لم يغنوا فيها } اى استأصلوا بالمرة وصاروا كأنهم لم يقيموا بقريتهم اصلا اى عوقبوا بقولهم ذلك وصاروا هم المخرجين من القرية اخراجا لا دخول بعده ابدا والمغنى المنزل والمغانى المنازل التى كانوا بها يقال غنينا بمكان كذا اى نزلنا فيه. وفيه اشارة الى ان المكذبين والمتكبرين وان كانت لهم غلبة فى وقتهم ولكن تنقضى ايامهم بسرعة ويسقط صيتهم ويخمل ذكرهم ويضمحل آثارهم ويكون اهل الحق مع الحق غالبا فى كل امر والباطل زاهق بكل وصف وفى المثنوى
يك مناره در ثناى منكران كودرين عالم كه تاباشد عيان منبرى كوكه برانجا مخبرى ياد آرد روز كار منكرى يازغالب شوكه تا غالب شوى يا مغلوبان مشوهين اى غوى   
{ الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين } استئناف آخر لبيان ابتلائهم بعقوبة قولهم الاخير اى الذين كذبوه عليه السلام عوقبوا بمقالتهم الاخيرة فصاروا هم الخاسرين للدنيا والدين لا الذين اتبعوه وبهذا الحصر اكتفى عن التصريح بانجائه عليه السلام كما وقع فى سورة هود من قوله تعالىولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه } هود 58 الآية.