الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ }

{ قال الملأ الذين كفروا من قومه } استئناف كما مر وانما وصف الملأ بالكفر اذ لم يكن كلهم على الكفر كملأ قوم نوح بل كان منهم من آمن به عليه السلام كمرثد بن سعد وكتم ايمانه ولم يظهر الا عند مجيء وقد عاد الى مكة يستغيثون كما سيجئ قال
عصت عاد رسولهمو فأمسوا عطاشا ما تبلهم السماء لهم صنم يقال له صمود يقابله صداء والبهاء فبصرنا الرسول سبيل رشد فأبصرنا الهدى وجلى العماء وان اله هود هو الهى على الله التوكل والرجاء   
والملأ اشراف القوم وهو فى الاصل بمعنى الجماعة { انا لنراك فى سفاهة } اى متمكنا فى خفة عقل راسخا فيها حيث فارقت دين آبائك. والسفاهة فى اللغة خفة الحلم والرأى { وانا لنظنك من الكاذبين } اى فيما ادعيت من الرسالة وفيه اشارة الى ان قلوب قوم هود وسخة خبيثة كقلوب قوم نوح لم يخرج منها الخبث الا نكدا فلما اراد هود عليه السلام ان يبذر فيها بذر التوحيد والمعرفة ولم تكن صالحة وقلما خرج منها الا نبت التسفيه والتكذيب سلكوا طريق سلفهم واخوانهم وصنعوا مثل حالتهم وفى المثنوى
در زمين كرنى شكر ورخود نى است باز كويد ياتو انواع نبات زانكه خاك اين زمين باثبات ترجمان هرزمين نبت وى است