الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ أو لم ينظروا } الهمزة للانكار والواو للعطف على مقدر اى اكذبوا بها ولم ينظروا نظر تأمل واستدلال { فى ملكوت السموات والارض } فيما تدل عليه السموات والارض من عظم الملك وكمال القدرة فيعلموا انه لم يخلقهما عبثا ولم يترك عباده سدى. قال بعضهم ملكوت السموات النجوم والشمس والقمر وملكوت الأرض البحور والجبال والشجر والملكوت الملك العظيم من الملك كالرهبوت من الرهب زيدت التاء للمبالغة يقال له ملكوت العراق اى الملك الاعظم متعلق به { وما خلق الله } عطف على ملكوت اى وفيما خلق الله { من شيء } بيان لما خلق مفيد لعد اختصاص الدلالة المذكورة بجلائل المصنوعات دون دقائقها اى من جليل ودقيق مما يقع عليه اسم الشيء من الاجناس التى لا يمكن حصرها اى ان كل فرد فرد من الموجودات محل للنظر والاعتبار والاستدلال على الصلنع ووحدانيته كما قيل
وفى كل شيء له آية تدل على انه واحد   
{ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } عطف على مكلوت وان مخففة من ان واسمها ضمير الشان والخبر قد اقترب اجلهم. والمعنى او لم ينظروا فى ان الشان عسى ان يكون الشان قد اقترب اجلهم لعلهم يموتون عن قريب فمالهم لا يسارعون الى طلب الحق والتوجه الى ما ينجيهم قبل مجيء الموت ونزول العذاب
زان بيش كاجل فرا رسد تنك وايام عنان ستاند ازجنك برمركب فكر خويش نه زين مردانه در آى درره دين   
{ فبأى حديث هو فى اللغة الجديد وفى عرف العامة الكلام { بعده } اى بعد القرآن { يؤمنون } اذا لم يؤمنوا به وهو النهاية فى البيان وليس بعده كتاب منزل ولا نبى مرسل وهو قطع لاحتمال ايمانهم ونفى له بالكلية والباء متعلقة بيؤمنون.