الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ وقطعناهم } اى فرقنا بنى اسرائيل { فى الارض } وجعلنا كل فرقة منهم فى قطر من اقطارها بحيث لا تخلو ناحية منها منهم تتميما لجزاء ادبارهم واعراضهم عن الحق حتى لا يكون لهم شوكة بالاجتماع ابدا { امما } حال من مفعول قطعناهم اى حال كونهم جماعات او مفعول ثان لقطعنا باعتبار تضمنه معنى صيرنا { منهم الصالحون } صفة لامما وهم المتدينون بدين موسى { ومنهم دون ذلك } تقديره ومنهم ناس دون ذلك على ان دون ذلك صفة لموصوف محذوف مرفوع على الابتداء. وقوله منهم خبر قدم عليه. قال التفتازانى قد شاع فى الاستعمال وقوع المبتدأ والخبر ظرفين واستمر النحاة على جعل الاول خبرا والثانى مبتدأ بتقدير موصوف دون العكس وان كان ابعد من جهة المعنى والتأخير بالخبر اولى وكأنهم يرون المصير الى ان الحذف فى اوانه اولى انتهى وذلك اشارة الى الصلاح المدلول عليه بقوله الصالحون بتقدير المضاف ليصح المعنى اى ومنهم دون اهل ذلك الصلاح منحطون عنهم وهم كفرتهم وفسقتهم وجوز بمعنى اولئك فالاشارة الى الصالحين وقد ذكر النحويون ان اسم الاشارة المفرد قد يستعمل للمثنى والمجموع كذا فى حواشى سعدى جلبى { وبلوناهم } اى عاملناهم معاملة المبتلى المختبر { بالحسنات والسيآت } بالنعم والنقم حيث فتحنا عليهم تارة باب الخصب والعافية وتارة باب الجدب والشدائد { لعلهم يرجعون } ينتهون فيرجعون عما كانوا عليه من الكفر والمعاصى فان كل واحد من الحسنات والسيآت يدعو الى الطاعة اما الحسنات فللترغيب فيها واما السيآت فللترهيب عن المعصية. قال الكاشفى ايشانرا درنعمت شكر بايست كرد بطر واستغنا ظاهر كردند وكفتند ان الله فقير ونحن اغنياء ودر محنت صبرى بايست كرد آغاز ناسزا كردند وكفتند يد الله مغلولة برمحك اختبار تمام عيار بيرون نيامدند
خوش بود كرمحك تجربة آيدبميان تاسيه روة شودهر كه دروغش باشد   
وفى التأويلات النجمية { وبلوناهم بالحسنات } اى بكثرة الطاعات ورؤيتها والعجب بها كما كان حال ابليس { والسيآت } اى المعاصى ورؤيتها والندامة عليها والتوبة منها والخوف والخشية من ربهم كما كان حال آدم عليه السلام ورجع الى الله تعالىوقال ربنا ظلمنا أنفسنا } الأعراف 23.