الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }

{ واذ قال عيسى ابن مريم } اما معطوف على اذ الاولى معمول لعاملها واما معمول لمضمر معطوف على عاملها وابن هنا وفى عزيز ابن الله باثبات الالف خطا لندرة وقوعه بين رب وعبد وذكر وانثى { يابنى اسرآئيل } اى فر زندان يعقوب، ناداهم بذلك استمالة لقلوبهم الى تصديقه فى قوله { انى رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة } فان تصديقه عليه السلام اياها من اقوى الدواعى الى تصديقهم اياه اى ارسلت اليكم لتبليغ احكامه التى لابد منها فى صلاح اموركم الدينية، والدنيوية در حالتى كه باور دارنده ام من آنجيز را كه بيش منسب ازكتاب تورات يعنى قبل ازمن نازل شده ومن تصديق كرده م كه آن ازنزد خداست، وقال ابو الليث يعنى اقرأ عليكم الانجيل موافقا للتوراة فى التوحيد وبعض الشرآئع قال القاضى فى تفسيره ولعله لم يقل ياقوم كما قال موسى لانه لانسب له فيهم اذ النسب الى الآباء والا فمريم من بنى اسرآئيل لان اسرآئيل لقب يعقوب ومريم من نسله ثم ان هذا دل على ان تصديق المتقدم من الانبياء والكتب من شعائر اهل الصدق ففيه مدح لامة محمد عليه السلام حيث صدقوا الكل { ومبشرا } التبشير مرده دادن { برسول يأتى من بعدى } معطوف على مصدقا داع الى تصديقه عليه السلام من حيث ان البشارة به واقعة فى التوراة والعامل فيهما ما فى الرسول من معنى الارسل لا الجار فانه صلة للرسول والصلاة بمعزل عن تضمن معنى الفعل وعليه يدور العمل اى ارسلت اليكم حال كونى مصدقا لما تقدمنى من التوراة ومبشرا بمن يأتى من بعدى من رسول وكان بين مولده وبين الهجرة ستمائة وثلاثون سنة وقال بعضهم بشرهم به ليؤمنوا به عند مجيئه او ليكون معجزة لعيسى عند ظهوره والتبشير به تبشير بالقرءآن ايضا وتصديق له كالتوراة { اسمه احمد } اى محمد صلى الله عليه وسلم يريد أن دينى التصديق بكتب الله وانبيائه جميعا ممن تقدم وتأخر فذكر اول الكتب المشهورة الذى يحكم به النبيون والنبى الذى هو خاتم النبيين وعن اصحاب رسول الله انهم قالوا اخبرنا يارسول الله عن نفسك قال انا دعوة ابراهيم وبشرى عيسى ورأت امى رؤيا حين حملتنى انه خرج منها نور اضاء لها قصور بصرى فى ارض الشأم وبصرى كحبلى بلد بالشام وكذا بشر كل نبى قومه بنبينا محمد عليه السلام والله تعالى افرد عيسى عليه السلام بالذكر فى هذا الموضع لانه آخر نبى قبل نبينا فبين ان البشارة به عمت جميع الانبياء واحدا بعد واحد حتى انتهت الى عيسى كما فى كشف الاسرار وقال بعضهم كان بين رفع المسيح ومولد النبى عليه السلام خمسمائة وخمس واربعون سنة تقريبا وعاش المسيح الى ان رفع ثلاثا وثلاثين سنة وبين رفعه والهجرة الشريفة خمسمائة وثمان وتسعون سنة ونزل عليه جبريل عشر مرات وامته امة مرحومة جامعة لجميع الملكات الفاضلة قيل قال الحواريون لعيسى ياروح الله هل بعدنا امة قال نعم امة محمد حكماء وعلماء ابرار واتقياء كأنهم من الفقه انبياء يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل واحمد اسم نبينا صلى الله عليه وسلم قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر فى كتاب تلقيح الاذهان سمى من حيث تكرر حمده محمدا ومن حيث كونه حامل لوآء الحمد احمد انتهى قال الراغب احمد اشارة للنبى عليه السلام باسمه تنبيها على انه كما وجد اسمه احمد يوجد جسمه وهو محمود فى اخلاقه وافعاله واقواله وخص لفظ احمد فيما بشر به عيسى تنبيها انه احمد منه ومن الذين قبله انتهى ويوافقه مافى كشف الاسرار من ان الالف فيه للمبالغة فى الحمد وله وجهان احدهما انه مبالغة من الفاعل اى الانبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة وهو اكثر مناقب واجمع للفضائل والمحاسن التى يحمد بها انتهى

السابقالتالي
2 3 4 5 6