الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم } آيا دلالت كنم شمارا { على تجارة } سيأتى بيان معناها { تنجيكم } ان تكون سببا لانجاء الله اياكم وتخليصه وافادت الصفة المقيدة ان من التجارة مايكون على عكسها كما أشار اليها قوله تعالىيرجون تجارة لن تبور } فان بوار التجارة وكسادها يكون لصاحبها عذابا أليما كجمع المال وحفظه ومنع حقوقه فانه وبال فى الآخرة فهى تجارة خاسرة وكذا الاعمال التى لم تكن على وجه الشرع والسنة او أريد بها غير الله { من عذاب اليم } اى مؤلم جسمانى وهو ظاهر وروحانى وهو التحسر والتضجر كأنهم قالوا كيف نعمل او ماذا نصنع فقيل { تؤمنون بالله ورسوله } مراد آنست كه ثابت باشيد برايمان كه دارين { وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم } بما لهاى خودكه زاد وسلاح مجاهدان خربد { وانفسكم } وبنفسهاى خود كه متعرض قتل وحرب شويد، قدم الاموال لتقدمها فى الجهاد او للترقى من الأدنى الى الأعلى وقال بعضهم قدم ذكر المال لان الانسان ربما يضن بنفسه ولانه اذا كان له مال فانه يؤخذ به النفس لتغزو وهذا خبر فى معنى الامر جيىء به للايذان بوجوب الامتثال فكأنه وقع فأخبر بوقوعه كما تقول غفر الله لهم جعلت المغفرة لقوة الرجاء كأنها كانت ووجدت وقس عليه نحو سلمكم الله وعافاكم الله واعاذكم الله وفى الحديث " جاهدوا المشركين باموالكم وأنفسكم وألسنتكم " ومعنى الجهاد بالألسنة اسماعهم مايكرهونه ويشق عليهم سماعه من هجو وكلام غليظ ونحو ذلك وأخر الجهاد بالألسنة لانه اضعف الجهاد وأدناه ويجوز أن يقال ان اللسان احد وأشد تأثيرا من السيف والسنان قال على رضى الله عنه، جراحات السنان لها التئام، ولا يلتام ماجرح اللسان فيكون من باب الترقى من الأدنى الى الأعلى وكان حسان رضى الله عنه يجلس على المنبر فيهجوا قريشا باذن رسول الله عليه السلام ثم ان التجارة التصرف فى راس المال طلبا للربح والتاجر الذى يبيع ويشترى وليس فى كلام العرب تاء بعدها جيم غير هذه اللفظة واما تجاه فاصلها وجاه وتجوب وهى قبيلة من حمير فالتاء للمضارعة طمعا لنيل الفضل والزيادة فان التجارة هى معاوضة المال بالمال لطمع الربح والايمان والجهاد شبها بها من حيث ان فيهما بذل النفس والمال طمعا لنيل رضى الله تعالى والنجاة من عذابه قال الحافظ
فداى دوست نكرديم عمر مال دريغ كه كار عشق زما اين قدر نمى آيد   
{ ذلكم } اى ماذكر من الايمان والجهاد بقسميه { خير لكم } على الاطلاق او من اموالكم وانفسكم { ان كنتم تعلمون } اى ان كنتم من اهل العلم فان الجهلة لايعتد بافعالهم او ان كنتم تعلمون انه خير لكم حيئنذ لانكم اذا علمتم ذلك واعتقدتموه احببتم الايمان والجهاد فوق ماتحبون أنفسكم وأموالكم فتخلصون وتفلحون فعلى العاقل تبديل الفانى بالباقى فانه خير له وجاء رجل بناقة مخطومة وقال هذه فى سبيل الله فقال عليه السلام

السابقالتالي
2