الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ }

{ قل } يا محمد لاهل مكة { من } استفهام { ينجيكم } اى يخلصكم ويعطى لكم نجاة { من ظلمات البر والبحر } من شدائدهما واهوالهما فى اسفاركم استعيرت الظلمة للمشقة لمشاركتهما فى الهول وابطال الابصار فقيل لليوم الشديد يوم مظلم ويوم ذو كواكب اى اشتدت ظلمته حتى صار كالليل فى ظلمته بناء على ان الليل اذا لم يستنر بنور القمر ظهرت الكواكب صغارها وكبارها وكلما اشتدت ظلمته اشتد ظهور الكواكب { تدعونه تضرعا وخفية } اى معلنين ومسرين على ان يكون تضرعا وخفية مصدرين فى موضع الحال من فاعل تدعونه وتدعون حال من فاعل ينجيكم اى داعين اياه تعالى والتضرع اظهار الضراعة وهى شدة الفقر والحاجة الى الشئ { لئن أنجٰنا } حال من فاعل تدعون ايضا على ارادة القول اى تدعونه قائلين والله لئن خلصنا { من هذه } الظلمات والشدائد { لنكونن من الشاكرين } اى الراسخين فى الشكر المداومين عليه لاجل هذه النعمة. والشكر الاعتراف بالنعمة مع القيام بحقها وحق نعمة الله ان يطاع منعها ولا يعصى فضلا عن اين يشرك به ما لا يقدر على شئ اصلا.