الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }

{ وهو } اى الله تعالى مبتدأ خبره قوله { الله } باعتبار المعنى الوصفى اى المعبود ولذا تعلق به قوله { فى السموات وفى الأرض } والمعنى هو المعبود والمستحق للعبادة فيهما ولا يلزم من كونه تعالى معبودا فيهما كونه متحيزا فيهما فانه منزه عن الزمان والمكان ـ روى ـ ان امام الحرمين استاذ الامام الغزالى نزل ببعض الاكابر ضيفا فاجتمع عنده العلماء والاكابر فقام واحد من اهل المجلس فقال ما الدليل على تنزهه عن المكان وهو قالالرحمن على العرش استوى } طه 5. فقال الدليل عليه قول يونس فى بطن الحوتلا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين } الأَنبياء 87. فتعجب منه الناظرون والتمس صاحب الضيافة بيانه فقال الامام ان ههنا فقيرا مديونا بالف درهم ادعته دينه حتى ابينه فقيل صاحب الضيافة دينه فقال ان رسول الله لما ذهب فى المعراج الى ما شاء الله من العلى قال هناك " لا أحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك " ولما ابتلى يونس عليه السلام بالظلمات فى قعر البحر ببطن الحوت قاللا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين } الأَنبياء 87. فكل منهما خاطبه بقوله انت وهو خطاب الحضور ولو كان هو فى مكان لما صح ذلك فدل ذلك على انه ليس فى مكان { يعلم سركم وجهركم } خبر ثان اى ما اسررتموه وما جهرتم به من الاقوال { ويعلم ما تكسبون } اى ما تفعلون لجلب نفع او دفع ضر من الاعمال المكتسبة بالقلوب او بالجوارح سراً وعلانية فيجازيكم على كل ذلك ان خيرا فخير وان شرا فشر. وفى التأويلات النجمية { وهو الله فى السموات } اى فى سموات الوجود { وفى الارض } اى فى ارض النفوس { يعلم سركم } الذى اودع فيكم وهو سر الخلافة الذى اختص به الانسان لقبول الفيض الالهى { وجهركم } اى ما هو ظاهر منكم من الصفات الحيوانية والاحوال النفسانية { ويعلم ما تكسبون } باستعمال الاستعداد السرى والجهرى فى المأمورات والمنهيات من الخير والشر وقد خص الانسان بهذا الكسب ايضا دون الملك والحيوان فان الملك لا يقدر ان يكتسب من الصفات الحيوانية شيئاً ولا الحيوان قادر على ان يكتسب من الصفات الملكية شيئاً والانسان متصرف فى هاتين الصفتين وله اكتساب التخلق باخلاق الله بالتقرب الى الله باداء ما افترض عليه والتزم النوافل واجتناب النواهى الى ان يصير من خير البرية وله ايضا ان يكتسب من الشر ما يصير به شر البرية انتهى. قال حسين الواعظ الكاشفى فى تفسيره الفارسى در نقد النصوص فرموده كه انسان مر آتيست ذات وجهين در يك رويش خصائض ربوبيت ودرروى ديكر نقايص عبوديت جون خصائص نكرى ازهمه موجودات بزركوارتر وجون نقائص عبوديت شمارى ازهمه خوارتر وبمقدارتر

السابقالتالي
2