الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

{ ومنهم من يستمع اليك } اذا قرأت القرآن ـ روى ـ انه اجتمع ابو سفيان والوليد والنضر وعتبة وشيبة وابو جهل واضرابهم يستمعون تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا للنضر وكان صاحب اخبار يا ابا قتيلة ما يقول محمد فقال والذى جعلها بيته ما ادرى ما يقول الا انه يحرك لسانه ويقول اساطير الاولين مثل ما حدثتكم عن القرون الماضية فقال ابو سفيان انى ارى بعض ما يقول حقا فقال ابو جهل كلا فنزلت فالضمير للمشركين { وجعلنا } اى انشأنا { على قلوبهم } الضمير راجع الى من باعتبار المعنى { أكنة } اى اغطية كثيرة لا يقادر قدرها خارجة مما يتعارفه الناس. جمع كنان بالكسر وهو ما يستر به الشئ { أن يفقهوه } مفعول له بحذف المضاف اى كراهة ان يفقهوا ما يستمعون من القرآن المدلول عليه بذكر الاستماع { و } جعلنا { فى آذانهم وقرا } اى صمما وثقلا كراهة ان يستمعوه حق الاستماع وهذا تمثيل معرب عن كمال جهلهم بشؤون النبى عليه السلام وفرط نبوّ قلوبهم عن فهم القرآن الكريم ومج اسماعهم له وهذا دليل على ان الله تعالى يقلب القلوب فيشرح بعضها للهدى ويجعل بعضها فى اكنة فلا تفقه كلام الله ولا تؤمن كما هو مذهب اهل السنة. وفى الآية اشارة الى ان مكافاة من يستمع الى كلام الله تعالى او الى حديث النبى عليه السلام او الى كلمات ارباب الحقائق بالانكار ليأخذوا عليها ويطعنوا فيها ان يجعل الله تعالى حجابا على قلوبهم وسمعهم حتى لا يصل اليهم انوارها ولا يجدون حلاوتها ولا يفهمون حقائقها قال المولى الجامى
عدجب نبودكه ازقر آن نصيبت نيست جز حرفى كه ازخورشيد جز كرمى نبيند جشم نابينا   
{ وان يروا كل آية } من الآيات القرآنية اى يشاهدوها بسماعها { لا يؤمنوا بها } اى كفروا بكل واحدة منها وسموها سحرا وافتراء واساطير لفرط عنادهم واستحكام التقليد فيهم { حتى } ابتدائية ومع هذا لا مانع من ان تفيد معنى الغاية اى بلغ بهم ذلك المنع من فهم القرآن الى انهم { اذا جاؤك يجادلونك } اى حال كونهم مجادلين لك { يقول الذين كفروا } اى لا يكتفون بمجرد عدم الايمان بما سمعوا من الآيات الكريمة بل يقولون { ان هذا } اى ما هذا القرآن { الا اساطير الأولين } اى اباطيلهم واكاذيبهم جمع اسطورة بالضم كالاضاحيك والاعاجيب جمع اضحوكة واعجوبة وفى المثنوى
جون كتاب الله بيامد هم بران اين جنين طعنه زدند آن كافران كه اساطيراست وافسانه نثرند نيست تعميقى وتحقيقى بلند توزقر آن اى بسر ظاهر مبين ديو آدمرا نبيند غير طين