الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ بديع السموات والارض } اى هو مبدع من غير مثال سبق لقطرى العالم العلوى والسفلى بلا مادة فاعل على الاطلاق منزه عن الانفعال بالمرة والوالد عنصر الولد منفعل بانتقال مادته عنه فكيف يكون له ولد فالفعيل بمعنى المفعل كالاليم والحكيم بمعنى المؤلم والمحكم والاضافة حقيقية وقيل هو من اضافة الصفة المشبهة الى فاعلها اى بديع سمواته وارضه من بدع اذا كان على نمط عجيب وشكل فائق وحسن رائق { انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } اى من اين او كيف يوجد له ولد والحال ان اسباب الولادة منتفية فان وجود الولد بلا والدة محال وان امكن بلا والد كعيسى عليه السلام والمراد بالصاحبة الزوجة وفى المثنوى
لم يلد لم يولداست او ازقدم نى بدر دارد نه فرزندونه عم   
{ وخلق كل شئ } انتظم بالتكوين والايجاد من الموجودات التى من جملتها ما سموه ولداله تعالى فكيف يتصور ان يكون المخلوق ولدا لخالقه
خالق افلاك وانجم بلاعلا مردم ود يووبرى ومرغ را   
{ وهو بكل شئ } من شأنه ان يعلم كائنا ما كان مخلوقا او غير مخلوق { عليم } مبالغ فى العلم ازلا وابدا فلا يخفى عليه خافية مما كان وما سيكون من الذوات والصفات والاحوال التى من جملتها ما يجوز عليه تعالى وما لا يجوز من المحالات التى كان ما زعموه فردا من افرادها.