الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

{ يا أيها الذين آمنوا } بألسنتهم وقلوبهم { اذا تناجيتم } جون راز كوبيد بايكديكر، يعنى فى انديتكم وخلواتكم { فلا تتناجوا بالاثم والعدون } كما يفعله المنافقون واليهود { وتناجوا بالبر والتقوى } اى بما يتضمن خبر المؤمنين والاتقاء عن معصية الرسول قال سهل رحمه الله بذكر الله وقرآءة القرءآن والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر { واتقوا الله الذى اليه تحشرون } وحده لا الى غيره استقلالا او اشتراكا فيجازيكم بكل ماتأتون وما تذرون، يعنى بسوى او جمع كرده خواهيد شد بس از موت، دلت الآية على ان التناجى ليس بمنهى عنه مطلقا بل مأمور به فى بعض الوجوه ايجابا او استحبابا واباحة على مقتضى المقام ان قيل كيف يأمر الله بالاتقاء عنه وهو المولى الرحيم والقرب منه الذ المطالب والانس به اقصى المآرب فالتقوى توجب الاجتناب والحشر اليه يستدعى الاقبال اليه يجاب بأن فى الكلام مضافا اذا التقدير اتقوا عذاب الله او قهر الله او غيرها فان قيل ان العبد لو قدر على الخلاص من العذاب والقهر لأسرع اليه لكنه ليس بقادر عليه كما قال تعالىان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله } والامر انما يكون بالمقدورلايكلف الله نفسا الا وسعها } أجيب بأن المراد الاتقاء عن السبب من الذنوب والمعاصى الصادرة عن العبد العاصى فالمراد واتقوا مايفضى الى عذاب الله ويقتضى قهره فى الدارين من الاثم والعدوان ومعصية الرسول التى هى السبب الموجب لذلك فالمراد النهى عن مباشرة الاسباب والامر بالاجتناب عنها ان قيل ان ذلك الاتقاء انما يكون بتوفيق الله له فان وفق العبد له فلا حاجة الى الامر به وان لم يوفقه فلا قدرة له عليه والامر انما يحسن فى المقدور أجيب بأنه تعالى علمه الحق اولا ووهب له اردة جزئية يقدر بها على اختيار شىء فله الاختيار السابق على ارادة الله تعالى ووجود الاختيار فى الفاعل المختار امر يطلع عليه كل احد حتى الصبيان