الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

{ ومن الليل فسبحه } افراد بعض الليل بالتسبيح والصلاة لان العبادة فيه اشق على النفس وابعد عن الرياء كما يلوح به تقديمه على الفعل. يقول الفقير ولان الليل زمان المعراج والصلاة هو المعراج المعنوى فمن أراد أن يلتحق برسول الله عليه السلام فى معراجه فليصل بالليل والناس نيام اى فى جوفه حين غفلة الناس ولشرف ذلك الوقت كان معراجه عليه السلام فيه لاقرب الصباح لان فى قربه قد يستيقظ بعض النفوس للحاجات وان كان السحر الاعلى مماله خواص كثيرة { وادبار النجوم } بكسر الهمزة مصدر ادبر والنجوم جمع نجم وهو الكوكب الطالع يقال نجم نجوما ونجما اى طلع المعنى ووقت ادبارها من آخر الليل اى غيبتها بضوء الصباح وقيل التسبيح من الليل صلاة العشاءين وادبار النجوم صلاة الفجر وفى الآية دليل على ان تأخير صلاة الفجر أفضل لانه امر بركعتى الفجر بعدما ادبر النجوم وانما ادبر النجوم بعد مايسفر قاله ابو الليث فى تفسيره وقال اكثر المفسرين ادبار النجوم يعنى الركعتين قبل صلاة الفجر وذلك حين تدبر النجوم بضوء الصبح وفى الحديث " ركعتا الفجر اى سنة الصبح خير من الدنيا ما فيها " وفيه بيان عظم ثوابهما ". يقول الفقير فى قولهم وذلك حين الخ نظر لان السنة فى سنة الفجر انه يأتى بها فى اول الوقت لان الاحاديث ترجحة فالتأخير الى قرب الفرض مرجوح واول وقتها هو وقت الشافعى وليس للنجوم ادبار اذ ذاك وانما ذلك عند الاسفار جدا وقال سهل قدس سره صل المكتوبة بالاخلاص لربك حين تقوم اليهما ولا تغفل صباحا ولا مساء عن ذكر من لايغفل عن برك وحفظك فى كل الاقاوت. وفى التأويلات النجمية قوله وسبح الخ يشير الى مداومته على الذكر وملازمته له بالليل والنهار انتهى وقد سبق بيانه فى آخر سورة ق قال بعض الكبار من سوء أدب المريد أن يقول لشيخه اجعلنى فى بالك فان فى ذلك استخداما للشيخ وتهمة له وانظر الى قوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له أسألك مرافقتك فى الجنة حيث قال للسائل اعنى على نفسك بكثرة السجود فحوله الى غير ماقصد من الراحة فعلم الرياضة واجب تقديمه على الفتح فى طريق السالكين لا المجذوبين والله عليم حكيم انتهى وفى الحديث " من خاف أن لايقوم من آخر الليل فليوتر اوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فان صلاة آخر الليل مشهودة وذلك افضل ". يقول الفقير كان التهجد فرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما كان يؤخر الوتر الى آخر الليل اما لما ذكر من شهود الملائكة فى ذلك الوقت واما لان الوتر صلاها عليه السلام اولا ليلة المعراج بعد المنام فناسب فصلها عن العشاء وتأخيرها وفى ختم هذه السورة بالنجوم وافتتاح السورة الآتية بالنجم ايضا من حسن الانتهاء والابتدآء ومن الاسرار مالا يخفى على اهل التحقيق. تمت سورة الطور بعون الله الغفور فى اواخر رجب الفرد من سنة اربع عشرةومائة والف