الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ }

{ ويقول الذين آمنوا } عند ظهور ندامة المنافقين وهو كلام مبتدأ مسوق لبيان كمال سوء حال الطائفة المذكورة اى ويقول الذين آمنوا مخاطبين لليهود مشيرين الى المنافقين الذين كانوا يوالونهم ويرجون دولتهم ويظهرون لهم غاية المحبة وعدم المفارقة فى السراء والضراء عند مشاهدتهم لخيبة رجائهم وانعكاس تقريرهم بوقوع ضد ما كانوا يترقبون ويتعللون به تعجيبا للمخاطبين من حالهم وتعريضا بهم { أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم } اى بالنصرة والمعونة كما قالوا فيما حكى عنهموإن قوتلتم لننصرنكم } الحشر 11. فاسم الاشارة مبتدأ وما بعده خبره والمعنى انكار ما فعلوه واستبعاده وتخطئتهم فى ذلك والخطاب فى معكم لليهود من جهة المؤمنين. وجهد الايمان اغلظها وهو فى الاصل مصدر ونصبه على تقدير واقسموا بالله يجهدون جهد ايمانهم فحذف الفعل واقيم المصدر مقامه ولا يبالى بتعريفه لفظا لانه مأول بنكرة اى مجتهدين فى ايمانهم او على المصدر اى اقسموا اقسام اجتهاد فى اليمين { حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين } جملة مستأنفة مسوقة من جهته تعالى لبيان مآل ما صنعوه من ادعاء الولاية والاقسام على المعية فى المنشط والمكره اثر الاشارة الى بطلانه بالاستفهام الانكارى اى بطلت اعمالهم التى عملوها فى شأن الموالاة وسعوا فى ذلك سعيا بليغا حيث لم يكن لليهود دولة فغبنوا بما صنعوا من المساعى وتحملوا من مكاره المشاق قال الحافظ
اسم اعظم بكندكار خود اى دل خوش باش كه بتلبيس وحيل ديو سليمان نشود   
واعلم ان للحق دولة وللباطل صولة والباطل يفوز ثم يغور. فعلى المؤمن ان لا يميل الى جانب الباطل واهله اصلا كائنا من كان ـ روى ـ عن ابى موسى الاشعرى انه قال قلت لعمر بن الخطاب ان لى كاتبا نصرانيا فقال مالك قاتلك الله ألا اتخذت حنيفا اما سمعت قوله تعالىيا أيها الذين ءآمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } المائدة 51. قلت له دينه ولى كتابه قال لا تكرموهم اذ اهانهم الله ولا تأتمنوهم اذ خونهم الله ولا تدنوهم اذ اقصاهم الله ـ وروى ـ انه قال لا قوام للبصرة الا به فقال مات النصرانى والسلام يعنى هب انه مات فما كنت تكون صانعا حينئذ فاصنعه الساعة واستغن عنه بغيره. قال الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر شاهدت دمشق ان الرجال والنساء كانوا يوالون النصارى ويسامحون فى المعاملة ويذهبون باطفالهم وصغارهم الى الكنائس ويرشون عليهم بطريق التبرك من ماء المعمودية وهذا كفر والعياذ بالله والمعمودية ماء للنصارى اصفر كانوا يغمسون فيه اولادهم ويعتقدون انه تطهير للمولود كالختان لغيرهم وقس عليه تعظيم نوروز النصارى واهداء شىء فى ذلك اليوم اليهم والمشاركة معهم ويلزم الحسبة فى بعض الامور قطعا لعرق الموالاة.

السابقالتالي
2