الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

{ وكتبنا } فرضنا عطف على انزلنا التوراة { عليهم } اى على الذين هادوا { فيها } اى فى التوراة { ان النفس بالنفس } اى تقاد بها اذا قتلها بغير حق { والعين } تفقأ { بالعين } اذا فقئت بغير حق { والانف } تجذم { بالانف } المقطوعة بغير حق { والاذن } تصلم { بالاذن } المقطوعة ظلما { والسن } تقلع { بالسن } المقلوعة بغير حق { والجروح قصاص } اى ذات قصاص بحيث تعرف المساواة واما مالا يمكن الاقتصاص منه من كسر عظم او جرح لحم كالجائفة ونحوها فلا قصاص فيه لانه لا يمكن الوقوف على نهايته ففيه ارش او حكومة { فمن تصدق } اى من المستحقين { به } اى بالقصاص اى فمن عفا عنه فالتعبير بالتصدق للمبالغة فى الترغيب فيه { فهو } اى التصدق { كفارة له } اى للمتصدق يكفر الله تعالى بها ما سلف من ذنبه واما الكافر اذا عفا فلا يكون عفوه كفارة له مع اقامته على الكفر وفى الحديث " من اصيب بشىء من جسده فتركه لله كان كفارة له ". وفى الحديث " ثلاث من جاء بهن يقوم القيامة مع الايمان دخل الجنة من أى ابواب الجنة شاء وتزوج من الحور العين حيث شاء من عفا عن قاتله ومن قرأ دبر كل صلاة مكتوبة قل هو الله احد عشر مرات ومن ادى دينا خفيا ". وقال بعضهم الهاء كناية عن الجارح والقاتل يعنى اذا عفا المجنى عليه من الجانى فعفوه كفارة لذنب الجانى لا يؤخذ به فى الآخرة كما ان القصاص كفارة له فاما اجر العافى فعلى الله { ومن لم يحكم بما انزل الله } من الاحكام والشرائع { فاولئك هم الظالمون } المبالغون فى الظلم المتعدون لحدوده تعالى الواضعون للشىء فى غير موضعه.