الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ ان الذين كفروا لو ان لهم } اى لكل واحد منهم { ما فى الارض } اى من اصناف اموالها وذخائرها وسائر منافعها وهو اسم ان ولهم خبرها { جميعا } توكيد للموصول او حال منه { ومثله } عطف على الموصول اى ضعفه { معه } ظرف وقع حالا من المعطوف والضمير راجع الى الموصول { ليفتدوا به } متعلق بما تعلق به خبر ان اعنى الاستقرار المقدر فى لهم وبه متعلق بالافتداء والضمير راجع الى الموصول ومثله معا وتوحيده لاجرائه مجرى اسم الاشارة كأنه قيل بذلك { من عذاب يوم القيمة } متعلق بالافتداء ايضا اى لو ان ما فى الارض ومثله ثابت لهم لجعلوه فدية لانفسهم من العذاب الواقع يومئذ وافتدوا به { ما تقبل منهم } ذلك وهو جواب لو ولو بما فى حيزه خبر ان والجملة تمثيل للزوم العذاب لهم واستحالة نجاتهم منه بوجه من الوجوه المحققة والمفروضة وفى الحديث " يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملىء الارض ذهبا أكنت تفتدى به فيقول نعم فيقال له انك كنت سئلت ما هو الايسر من ذلك ". اى ما هو أسهل من الافتداء المذكور وهو ترك الاشراك بالله تعالى واتيان كلمة الشهادة { ولهم عذاب اليم } وجيع يخلص وجعه الى قلوبهم.