الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً }

{ سنة الله التى قد خلت من قبل } اى سن الله غلبة انبيائه سنة قديمة فيمن خلا ومضى من الامم وهو قولهلأغلبن انا ورسلى } فسنة الله مصدر مؤكد لفعله المحذوف { ولن تجد لسنة الله تبديلا } اى تغييرا بنقل الغلبة من الانبياء الى غيرهم.
مجالست جون دوست داردترا كه دردست دشمن كذاردترا   
هرجه در ازل مقررشده لا محاله كائن خواهد شد ودست تصرف هيجكس رقم تغيير وتبديل وصفحات آن نخوا هد كشيد.
تغيير بحكم ازلى راه نيابد تبديل بفرمان قضا كار ندارد در دائرة امركم وبيش نكنجد ياسر قدر جون وجرا كارندارد   
وفى الآية اشارة الى مقاتلة النفوس المتمردة فالله تعالى ناصر السالكين على قتال النفوس وقد قدر النصرة فى الازل فلا تبديل لها الى الابد فالمنصور من نصره الله والمقهور من قهره الله ونصرة الله على انواع فمنها نصرة فى الظالم فعن بعضهم كنا فى المدينة نتكلم فى بعض الاوقات فى آيات الله تعالى المنعم بها على اوليائه وكان رجل ضرير بالقرب منا يسمع ما نقول فتقدم الينا وقال أنست بكلامكم اعلموا انه كان لى عيال واطفال فخرجت الى البقيع احتطب فرأيت شابا عليه قميص كتان ونعله فى اصبعه فتوهمت انه تائه فقصدت ان اسلبه ثوبه فقلت له انزع ما عليك فقال لى مر فى حفظ فقلت له الثانية والثالثة فقال ولا بد قلت ولا بد فأشار بأصبعيه الى عينى فسقطتا فقلت بالله عليك من انت فقال انا ابراهيم الخواص وانما دعا ابرأهيم الخواص على اللص بالعمى ودعا ابراهيم بن ادهم للذى ضربه بالجنة لان الخواص شهد من اللص انه لا يتوب الا بعد العقوبة فرأى العقوبة اصلح له وابن ادهم لم يشهد توبة الضارب فى عقوبته فتفضل عليه بالدعاء له فتوة منه وكرما فحصلت البركة والخير بدعائه للضارب فجاءه مستغفرا معتذرا فقال له ابراهيم الرأس الذى يحتاج الى الاعتذار تركته ببلخ يعنى ان نخوة الشرف وكبر الرياسة الواقعة فى رأسى حين كنت ببلخ قد استبدلت بها تواضع المسكنة والانكسار ومنها نصرة فى الباطن فعن احمد بن ابى الحوارى رحمه الله قال كنت مع ابى سليمان الدارانى قدس سره فى طريق مكة فسقطت منى السطيحة اى المزادة فاخبرت ابا سليمان بذلك فقال يا راد الضالة فلم البث حتى اتى رجل يقول من سقطت منه سطيحة فاذا هى سطيحتى فأخذتها فقال ابو سليمان حسبت ان يتركنا بلا ماء يا احمد فمشينا قليلا وكان برد شديد وعلينا الفرآء فرأينا رجلا عليه طمران رثان وهو يترشح فقال له ابو سليمان نواسيك ببعض ما علينا فقال الحر والبرد خلقان من خلق الله تعالى ان امرهما غشيانى وان امرهما تركانى وانا اسير فى هذه البادية منذ ثلاثين سنة ما ارتعدت ولا انتفضت يلبسنى فيحاً من محبته فى الشتاء ويلبسنى فى الصيف مذاق برد محبته جمعى كه بشت كرم بعشق نيند، ناز سمور ومنت ينجاب مى كشند، يا دارانى تشير الى ثوب وتدع الزهد تجد البرد يا دارانى تبكى وتصحيح وتستريح الى الترويح فمضى ابو سليمان وقال لم يعرفنى غيره قيل فى هذه الحكاية ما معناه انه لما حقق الله يقين ابى سليمان فى رد السطيحة صانه من العجب بما رأه من حال هذا الرجل حتى صغر فى عينيه حال نفسه وتلك سنة الله فى اوليائه يصونهم من ملاحظة الاعمال ويصغر فى اعينهم ما يصفو لهم من الاحوال وينصرهم فى تذكية نفوسهم عن سفساف الاخلاق رضى الله عنهم ونفعنا بهم وسلك بنا مسالك طريقتهم انه هو الكريم المحسان