الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

{ وعدكم الله مغانم كثيرة } هى ما يفيئه على المؤمنين الى يوم القيامة والافاءة مال كسى غنيمت كردن { تأخذونها } فى اوقاتها المقدرة لكل واحد منها { فعجل لكم هذه } اى غنائم خيبر { وكف ايدى الناس عنكم } اى ايدى اهل خيبر وهم سبعون ألفا وحلفاؤهم من بنى اسد وغطفان حيث جاؤا لنصرتهم فقذف الله فى قلوبهم الرعب فنكصوا والحلفاء بالحاء المهملة جمع حليف وهو المعاهد للنصر فان الحلف العهد بين القوم وقيل ايدى اهل مكة بالصلح وبالفارسية ودست مردمانرا از شما كوتاه كرد. وقال فى المفردات الكف كف الناس وهى ما بها يقبض ويبسط وكففته دفعته بالكف وتعورف الكف بالدفع على اى وجه كان بالكف وبغيرها حتى قيل رجل مكفوف لمن قبض بصره قال سعدى المفتى ان كان نزولها بعد فتح خيبر كما هو الظاهر لا تكون السورة بتمامها نازلة فى مرجعه عليه السلام من الحديبية وان كان قبله على انها من الاخبار عن الغيب فالاشارة بهذه تنزيل المغانم منزلة الحاضرة المشاهدة والتعبير بالمضى للتحق { ولتكون آية للمؤمنين } عطف على علة اخرى محذوفة من احد الفعلين اى فعجل لكم هذه او كف ايدى الناس عنكم لتغتنموها ولتكون ان رة للمؤمنين يعرفون بها صدق الرسول فى وعده اياهم عند رجوعه من الحديبية ما ذكر من الغنائم وفتح مكة و دخول المسجد الحرام ويجوز ان تكون الواو اعتراضية على أن تكون اللام متعلقة بمحذوف مؤخر اى ولتكون آية لهم فعل ما فعل من التعجيل والكف { ويهديكم } بتلك الآية { صراطاً مستقيما } هو الثقة بفضل الله تعالى والتوكل عليه فى كل ما تأتون وما تذرون وفى الآية اشارة الى ما وعد الله عباده من المغانم الكثيرة بقولهادعونى استجب لكم } فكل واحد يأخذها بحسب مطمح نظره وعلو همته فمن كانت همته الدنيا فهى له معجلةوماله فى الآخرة من خلاق } ومن كانت همته الآخرة فله نصيب من حظ الدارين وربما يكف الله ايدى دواعى شهوات النفس عن المؤمنين ليكونوا من اهل الجنة كما قال تعالىونهى النفس عن الهوا * فان الجنة هى المأوى } ولو وكلهم الى انفسهم لاتبعوا الشهوات وهى دركات الجحيم اذ حفت النار بالشهوات وفى ترك الدنيا وشهوات النفس آية للمؤمنين حيث يهتدى بعضهم بهدى بعض ويصلون على هذا الصراط المستقيم الى حضرة ربوبية قال الشيخ سعدى
بي نيك مردان ببايد شتافت هران كين سعادت طلب كرديافت وليكن تودنبال ديوخسى ندانم كه در صالحان كى رسى بيمبر كسى راشفاعت كرست كه بر جادة شرع بيغمبرست   
ثم ان خيبر حصن معروف قرب المدينة على ما فى القاموس وقال فى انسان العيون هو على وزن جعفر سميت باسم رجل من العماليق نزلها يقال له خيبر وهو اخو يثرب الذي سميت باسمه المدينة وفى كلام بعض خيبر بلسان اليهود الحصن ومن ثم قيل لها خيابر لاشتمالها على الحصون وهى مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير بينها وبين المدينة الشريفة ثمانية برد والبريد اربعة فراسخ وكل فرسخ ثلاثة اميال، يقول الفقير وكل ميلين ساعة واحدة بالساعات النجومية لانه عد من المدينة الى قباميلان وهى ساعة واحدة فتكون الثمانية البرد ثمانى واربعين ساعة بتلك الساعات وفى القاموس البريد فرسخان واثنا عشر ميلا انتهى ولما رجع عليه السلام من الحديبية اقام شهرا اى بقية ذى الحجة وبعض المحرم من سنة سبع ثم خرج الى خيبر وقد استنفر من حوله ممن شهد الحديبية يغزون معه وجاءه المخلفون عنه فى غزوة الحديبية ليخرجوا معه رجاء الغنيمة فقال عليه السلام

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7