الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ }

{ فهل ينظرون } اى المنافقون والكافرون { الا الساعة } اى ما ينتظرون الا القيامة { ان تأتيهم بغتة } وهى المفاجأة بدل اشتمال من الساعة اى تباغتهم بغتة والمعنى انهم لا يتذكرون بذكر احوال الامم الخالية ولا بالاخبار باتيان الساعة وما فيها من عظائم الامور وما ينتظرون للتذكر الا اتيان نفس الساعة بغتة { فقد جاء اشراطها } تعليل لمفاجأتها لا لاتيانها مطلقا على معنى انه لم يبق من الامور الموجبة للتذكر امر مترقب ينتظرونه سوى اتيان نفس الساعة اذا جاء اشراطها فلم يرفعوا لها رأسا ولم يعدوها من مبادى اتيانها فيكون اتيانها بطريق المفاجأة لا محالة والاشراط جمع شرط بالتحريك وهو العلامة والمراد بها مبعثه عليه السلام وامته آخر الامم فمبعثه يدل على قرب انتهاء الزمان { فانى لهم اذا جاءتهم ذكراهم } حكم بخطاهم وفساد رأيهم فى تأخير التذكر الى اتيانها ببيان استحالة نفع التذكر حينئذ كقولهيومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى } اى وكيف لهم ذكراهم اذا جاءتهم الساعة على ان انى خبر مقدم وذكراهم مبتدأ واذا جاءتهم اعتراض وسط بينهما رمزا الى غاية سرعة مجيئها واطلاق المجيئ عن قيد البغتة لما ان مدار استحالة نفع التذكر كونه عند مجيئه مطلقا لا مقيدا بقوله البغتة " وروى عن مكحول عن حذيفة قال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال " ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن لها اشراط تقارب الاسواق " يعنى كسادها " ومطر لانبات " يعنى مطر فى غير حينه " وتفشو الفتنة وتظهر أولاد البغية ويعظم رب المال وتعلو أصوات الفسقه فى المساجد ويظهر أهل المنكر على أهل الحق " وفى الحديث " اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة " فقيل كيف اضاعتها فقال " اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة " بقومى كه نيكى بسندد خداى دهد خسرو عادل نيك راى جو خواهدكه ويران كند عالمى كند ملك دربنجه ظالمى. وقال الكلبى اشراط الساعة كثيرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الارحام وقلة الكرام وكثرة اللئام وفى الحديث " ما ينتظر احدكم الا غنى مطغيا او فقرا منسيا او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا والدجال شر غائب ينتظر والساعة ادهى وامر " انتهى وقيامة كل احد موته فعليه ان يستعد لما بعد الموت قبل الموت بل يقوم بالقيامة الكبرى التى هى قيامة العشق والمحبة التى يهلك عندها جميع ما سوى الله ويزول تعيين الوجود المجازى ويظهر سر الوجود الحقيقى نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المسارعين الى مرضاته والاعضاء والقوى تساعد لا من المسومين فى امره والاوقات تمر وتباعد