الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ }

{ وكأين } كلمة مركبة من الكاف واى بمعنى كم الخبرية قال المولى الجامى فى شرح الكافية انما بنى كأين لان كاف التشبيه دخلت على أى واى فى الاصل كان معربا لكنه انمحى عن الجزءين معناهما الافرادى فصار المجموع كاسم مفرد بمعنى كم الخبرية فصار كأنه اسم مبنى على السكون آخره نون ساكنة كما فى من لا تنوين تمكن ولهذا يكتب بعد الياء نون مع ان التنوين لا صورة له فى الخط انتهى ومحلها الرفع بالابتدآء { من قرية } تميز لها { هى اشد قوة من قريتك } صفة لقرية { التى اخرجتك } صفة لقريتك وهى مكة وقد حذف منهما المضاف واجرى احكامه عليهما كما يفصح عنه الخبر الذى هو قوله تعالى { اهلكناهم } اى وكم من أهل قرية هم اشد قوة من اهل قريتك الذين كانوا سببا لخروجك من بينهم ووصف القرية الاولى بشدة القوة للايذان باولوية الثانية منها بالاهلاك لضعف قوتها كما ان وصف الثانية باخراجه عليه السلام للايذان باولويتها به لقوة جنايتها { فلا ناصر لهم } بيان لعدم خلاصهم من العذاب بواسطة الاعوان والانصار اثر بيان عدم خلاصهم منه بأنفسهم والفاء لترتيب ذكر ما بالغير على ذكر ما بالذات وهو حكاية حال ماضية وقال ابن عباس وقتادة رضى الله عنهم " لما خرج رسول الله عليه السلام من مكة الى الغار التفت الى مكة وقال " أنت أحب البلاد الى الله ولى ولولا المشركين اخرجونى ما خرجت منك " فانزل الله هذه الآية فتكون الآية مكية وضعت بين الآيات المدنية وفى الاية اشارة الى الروح وقريته وهى الجسد فكم من قالب هو اقوى وأعظم من قالب قد اهلكه الله بالموت فلا ناصر لهم فى دفع الموت فاذا كان الروح خارجا من القالب القوى بالموت فاولى ان يخرج من القالب الضعيف كما قال تعالىاينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة } اى فى اجسام ضخمة ممتلئة. سيل بى زنهاررا در زيل بل آرام نيست ما بغفلت زير طاق آسمان اسوده ايم