الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ ام يقولون افتراه } بل أيقولون افترى محمد القرءآن اى اختلقه وأضافه الى الله كذبا فقولهم هذا منكر ومحل تعجب فان القرءآن كلام معجز خارج عن حيز قدرة البشر فكيف يقوله عليه السلام ويفتريه. واعلم ان كلا من السحر والافتراء كفر لكن الافتراء على الله أشنع من السحر { قل ان افتريته } على الفرض والتقدير { فلا تملكون لى من الله شيئا } اى فلا تقدرون ان تدفعوا عنى من عذاب الله شيئا اذ لا ريب فى ان الله تعالى يعاقبنى حينئذ فكيف أفترى على الله كذبا واعرض نفسى للعقوبة التى لا خلاص منها { هو } تعالى { اعلم بما تفيضون فيه } يقال أفاضوا فى الحديث اذا خاضوا فيه وشرعوا اى تخوضون فى قدح القرءآن وطعن آياته وتسميته سحرا تارة وفرية اخرى { كفى به } اى الله والباء صلة { شهيدا بينى وبينكم } حيث يشهد لى بالصدق والبلاغ وعليكم بالكذب والجحود وهو وعيد بجزاء افاضتهم { وهو الغفور الرحيم } وعد بالغفران والرحمة لمن تاب وآمن واشعار بحلم الله عليهم مع عظم جرآءتهم وفيه اشارة الى ان الذين عموا عن رؤية الحق وصموا عن سماع الحق رموا ورثة الرسل بالسحر وكلامهم بالافترآء وخاضوا فيهم ولما كان شاهد الحال الكل جازى الصادق فى الدنيا والآخرة بالمزيد والكاذب بالخذلان والعذاب الشديد. ابو يزيد بسطامىرا قدس سره برسيدندكه قومى كويندكه كليد بهشت كلمه لا اله الا الله است كفت بلى وليكن كليد بى دندان درباز نكشايد ودندان اوجهار جيزست زبان از دروغ وبهتان وغيبت دور ودل ازمكر وخيانت صافى وشكم از حرام وشبهت خالى وعمل ازهوا وبدعت باك. فظهر انه لا بد من تطهير الظاهر والباطن من الانجاس والارجاس بمتابعة ما جاء به خير الناس فانما يفترق السحر والكرامة بهذه المتابعة كما قالوا ان السحر يظهر على ايدى الفساق والزنادقة والكفار الذين هم على غير الالتزام بالاحكام الشرعية ومتابعة السنة فاما الاولياء فهم الذين بلغوا فى متابعة السنة واحكام الشريعة وآدابها الدرجة العليا قال الشيوخ قدس الله اسرارهم اقل عقوبة المنكر على الصالحين ان يحرم بركتهم وقالوا ويخشى عليه سوء الخاتمة نعوذ بالله من سوء القضاء قال الاستاذ ابو القاسم الجنيد قدس سره التصديق بعلمنا هذا ولاية يعنى الولاية الصغرى دون الكبرى والعجب من الكفار كفروا بآيات الله مع وضوح برهانها فكيف يؤمنون بغيرها من آثار الاولياء نعم اذا كان من الله تعالى توفيق خاص يحصل المرام حكى عن ابى سليمان الدارانى قدس سره انه قال اختلفت الى مجلس بعض القصاص فأثر كلامه فى قلبى فلما قمت لم يبق فى قلبى منه شئ فعدت ثانيا فسمعت كلامه فبقى فى قلبى اثر كلامه فى الطريق ثم ذهب ثم عدت ثالثا فبقى اثر كلامه فى قلبى حتى رجعت الى منزلى فكسرت آلات المخالفة ولزمت الطريق ولما حكى هذه الحكاية للشيخ العارف الواعظ يحيى بن معاذ الرازى قدس سره قال عصفور اصطاد كركيا يعنى بالعصفور القاص وبالكركى ابا سليمان الدارانى فباب الموعظة مفتوح لكل احد لكن لا يدخل بالقبول الا من رحمه الله تعالى وأعظم المواعظ مواعظ القرءآن قال المولى الجامى حق ازان حبل خواند قرآنرا تابكيرى بسان حبل آنرا بدرآيى زجاه نفس وهوى كنى آهنك عالم بالا