الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

{ والذى } مبتدأ خبره قوله اولئك لان المراد به اى بالموصول الجنس { قال لوالديه } عند دعوتهما له الى الايمان ويدخل فيه كل عبد سوء عاق لوالديه فاجر لربه { اف لكما } كراهيت وننك مرشمارا. وهو صوت يصدر عن المرء عند تضجره وكراهيته واللام لبيان المؤفف له كما فى هيث لك اى هذا التأفيف لكما خاصة وقال الراغب اصل الأف كل مستقذر من وسخ وقلامة ظفر وما يجرى مجراهما ويقال ذلك لكل مستخف به استقذارا له { أتعداننى } آيا وعدمى دهيدمرا { ان اخرج } ابعث من القبر بعد الموت { وقد خلت القرون من قبلى } اى وقد خلت امة بعد امة من قبلى ولم يبعث منهم احد ولم يرجع والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد والخلو المضى { وهما يستغيثان الله } ويسألانه ان يغيثه ويوفقه للايمان { ويلك } اى قائلين له ويلك ومعناه بالفارسية واى برتو. وهو فى الاصل دعاء عليه بالهلاك اريد به الحث والتحريض على الايمان لا حقيقة الهلاك وانتصابه على المصدر بفعل مقدر بمعناه لا من لفظه وهو من المصادر التى لم تستعمل افعالها وقيل هو مفعول به اى الزمك الله ويلك { آمن } اى صدق بالبعث والاخراج من الارض { ان وعد الله } اى موعوده وهو البعث اضافة اليه تحقيقا للحق وتنبيها على خطاه فى اسناد الوعد اليهما { حق } كائن لا محالة لان الخلف فى الوعد نقص يجب تنزيه الله عنه { فيقول } مكذبا لهما { ما هذا } الذى تسميانه وعد الله { الا اساطير الاولين } اباطيلهم التى يسطرونها فى الكتب من غير ان يكون لها حقيقة كأحاديث رستم ويهرام واسفنديار