الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

{ اولئك } اشارة الى الانسان والجمع لان المراد به الجنس المتصف بالوصف المحكى عنه اى اولئك المنعوتون بما ذكر من النعوت الجليلة { الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا } من الطاعات واجبة او مندوبة فان المباحات حسن لا يثاب عليها وفى ترجمة الفتوحات وهر حركت كه كنى بايدكه بنيت قربت بحق تعالى باشد وا كرجه اين حركت در امرى مباح باشد نيت قربت كن بحق تعالى ازين جهت كه تواعتقاد دارى كه آن مباحست واكر مباح نمى بوبدان مشغول نمى شدى بدين نيت دران امرمباح مستحق ثواب شوى. يقول الفقير عندى وجه آخر فى الآية وهو أن اضافة احسن من اضافة الصفة الى موصوفها كما فى قوله سيئات ما عملوا والتقدير اعمالهم الحسنى ولا يلزم منه ان لا يتقبل منهم الاعمال الحسنة بل يكون فيه اشارة الى ان كل اعمالهم احسن عند الله تعالى بموجب فضله { ونتجاوز عن سيئاتهم } اى ما فعلوا قبل التوبة ولا يعاقبون عليها قال الحسن من يعمل سوأ يجز به انما ذلك من اراد الله هوانه واما من اراد كرامته فانه يتجاوز عن سيئاته { فى اصحاب الجنة } اى حال كونهم كائنين فى عداد اصحاب الجنة منتظمين فى سلكهم { وعد الصدق } مصدر مؤكد لما ان قوله تعالى نتقبل ونتجاوز وعد من الله لهم بالتفضل والتجاوز { الذى كانوا يوعدون } فى الدنيا على السنة الرسل قال الشيخ نجم الدين قدس سره فى تأويلاته فى الآية اشارة الى رعاية حق الوالدين على جهة الاحترام لما عليه لهما من حق التربية والانعام ليعلم ان رعاية حق الحق تعالى على جهته التعظيم لما عليه له من حق الربوبية وانعام الوجود أحق وأولى وقال بعضهم دلت الآية على ان حق الام اعظم لانه تعالى ذكر الابوين معا ثم خص الام بالذكر وبين كثرة مشقتها بسبب الولد زمان حملها ووضعها وارضاعها مع جميع ما تكابده فى اثناء ذلك قال فى فتح الرحمن عدد تعالى على الابناء منن الامهات وذكر الأم فى هذه الآيات فى اربع مراتب والأب فى واحدة جمعهما الذكر فى قوله بوالديه ثم ذكر الحمل للام ثم الوضع لها ثم الرضاع الذى عبر عنه بالفصال فهذ يناسب ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جعل للأم ثلاثة ارباع البر والربع للأب وذلك اذ " قال له رجل يا رسول الله من ابر قال " امك " ثم قال ثم من قال " امك " ثم قال ثم من قال " امك " ثم قال ثم من قال " ثم أباك " قال بعض الاولياء وهو ابراهيم الخواص قدس سره كنت فى تيه بنى اسرائيل فاذا رجل يماشينى فتعجبت منه والهمت انه الخضر عليه السلام فقلت له بحق الحق من انت قال اخوك الخضر فقلت له اريد أن اسالك قال سل قلت ما تقول فى الشافعى قال هو من الاوتاد اى من الاوتاد الاربعة المحفوظ بهم الجهات الاربع من الجنوب والشمال والشرق والغرب قلت فما تقول فى احمد بن حنبل امام السنة قال هو رجل صديق قلت فما تقول فى بشر ابن الحارث قال رجل لم يخلف بعده مثله يعنى ازبس اومثل اونبود.

السابقالتالي
2 3