الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وترى } رؤية عين { كل امة } من الامم المجموعة ومؤمنيهم وكافريهم حال كونها { جاثية } باركة على الركب من هول ذلك اليوم غير مطمئنة لانها خائفة فلا تطمئن فى جلستها عند السؤال والحساب يقال جثا يجثو ويجثى جثوا وجثيا بضمهما جلس على ركبتيه او قام على اطراف اصابعه وعن ابن عباس رضى الله عنه جاثية اى مجتمعة بمعنى ان كل امة لا تختلط بأمة اخرى يقال جثوت الابل وجثيتها جمعتها والجثوة بالضم الشئ المجتمع فان قيل الجثو على الركب انما يليق بالكافرين فان المؤمنين لا خوف عليهم يوم القيامة فالجواب ان الآمن قد يشارك المبطل فى مثل هذا الى ان يظهر كونه محقا لا مستحقا للامن قال كعب لعمر امير المؤمنين رضى الله عنه ان جهنم تزفر زفرة يوم القيامة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الا جثا على ركبتيه حتى يقول خليل الرحمن عليه السلام يا رب لا اسألك اليوم الا نفسى قال الشيخ سعدى دران روزكز فعل برسند وقول اولوالعزم راتن بلرزد زهول بجايى كه دهشت خورد انبيا توعذركنه راجه دارى بيا { كل امة } كرر كل امة لانه موضع الاغلاظ والوعيد تدعى الى كتابها اى الى صحيفة اعمالها فالاضافة مجازية للملابسة لان اعمالهم مثبتة فيه وفيه اشارة الى عجز العباد وان لا حول ولا قوة لهم فيما كتب الله لهم فى الازل وانهم لا يصيبهم فى الدنيا والآخرة الا ما كتب الله لهم على مقتضى اعيانهم الثابتة فلا يجرون فى الافعال الا على القضاء قال الحافظ درين جمن نكنم سرزنش بخود رويى جنانكه برور شم ميد هند ميرويم { اليوم } معمول لقوله { تجزون ما كنتم تعملون } اى يقال لهم ذلك فمن كان عمله الايمان جزاه الله بالجنة ومن كان عمله الشرك والكفر جزاه بالنار كما قال النبى عليه السلام " اذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك فيجثيان بين يدى الرب تعالى فيقول الله للايمان انطلق أنت واهلك الى الجنة ويقول للشرك انطلق انت وأهلك الى النار "