الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

{ هذا } القرءآن { بصائر للناس } فان ما فيه من معالم الدين والشرآئع بمنزلة البصائر فى القلوب كأنه بمنزلة الروح والحياة فمن عرى من القرءآن فقد عدم بصره وبصيرته وصار كالميت والجماد الذى لا حس له ولا حياة فحمل البصائر على القرءآن باعتبار اجزآئه ونظيره قوله تعالى فـقد جاءكم بصائر من ربكم } اى القرءآن وآياته وقوله تعالى فى حق الآيات التسع لموسى عليه السلامقال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السموات والارض بصائر } والبصائر جمع بصيرة وهو النور الذى به تبصر النفس المعقولات كما ان البصر نور به تبصر العين المحسوسات ويجوز أن يكون هذا اشارة الى اتباع الشريعة فحمل البصائر عليه لان المصدر المضاف من صيغ العموم فكأنه قيل جميع اتباعاتها { وهدى } من ورطة الضلالة { ورحمة } عظيمة ونعمة كاملة من الله فان الفوز بجميع السعادات الدنيوية والاخروية انما يحصل به { لقوم يوقنون } من شأنهم الايقان بالامور وبالفارسية مركروهى راكه بىكمان شوند يعنى از باديه كمان كذشته طالب سرمنزل يقين باشند وفى التأويلات النجمية المستعدين للوصول الى مقام اليقين بأنوار البصيرة فاذا تلألأت انكشف بها الحق والباطل فنظر الناس على مراتب من ناظر بنور العقل ومن ناظر بنور الفراسة ومن ناظر بنور الايمان ومن ناظر بنور الايقان ومن ناظر بنور الاحسان ومن ناظر بنور العرفان ومن ناظر بنور العيان ومن ناظر بنور العين فهو على بصيرة شمسها طالعة وسماؤها عن السحاب مصحية انتهى وعن النبى عليه السلام " القرءآن يدلكم على دائكم ودوائكم اما داؤكم فالذنوب واما دواؤكم فالاستغفار " وأعظم الذنوب الشرك وعلاجه التوحيد وهو على مراتب بحسب الافعال والصفات والذات وللاشارة الى المرتبة الاولى قال تعالىوعلى الله فليتوكل المؤمنون } فان التوكل نتيجة توحيد الافعال والتوكل كلمة الامر كله الى مالكه والتعويل على وكالته وللاشارة الى المرتبة الثانية قال تعالىيا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية } فان الرضى لارادته الازلية وترك الاعتراض وسرور القلب بمر القضاء ثمرة توحيد الصفات ومن هذا المقام قال ابو على الدقاق رحمه الله التوحيد هو أن يقرضك بمقاريض القدرة فى امضاء الاحكام قطعة قطعة وانت ساكت حامد وللاشارة الى المرتبة الثالثة قال تعالىكل شئ هالك الا وجهه } حكى ان واحدا من اصحاب ابى تراب النخشبى توجه الى الحج فزار ابا يزيد البسطامى قدس سره فسأله عن شيخه فقال انه يقول لو صارت السماء والارض حديدا ما شككت فى رزقى فاستقبحه ابو يزيد لان فيه فناء الافعال دون الصفات والذات وقال كيف تقوم الارض التى هو عليها فرجع فأخبر القصة لابى تراب فقال قل له كيف انت فجاء وسال فكتب بسم الله الرحمن الرحيم بايزيد نيست فلما رآه ابو تراب وكان فى الاحتضار قال آمنت بالله ثم توفى قال مولانا قدس سره هيج بغضى نيست در جانم زتو زانكه اين را من نمى دانم زتو آلت حقى توفاعل دست حق جون زنم بر آلت حق طعن ودق وقال ايضا آدمى راكى رسد اثبات تو اى بخود معروف وعارف ذات تو.

السابقالتالي
2