الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ }

{ يوم نبطش البطشة الكبرى } البطش تناول الشئ بعنف وصولة اى يوم القيامة ننتقم ونعاقب العقوبة العظمى { انا منتقمون } فيوم ظرف لما دل عليه قوله انا منتقمون لا لمنتقمون لان انا مانعة عن ذلك وقال الكاشفى يادكن روزى راكه بكيرم كافرا نرا كرفتن سخت وبزرك يعنى روزقيامت. وذلك لانه تعالى أخذهم بالجوع والدخان ثم أذاقهم القتل والاسر يوم بدر وكل ذلك من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر فاذا كان يوم القيامة يأخذهم اخذا شديدا لا يقاس على ما كان فى الدنيا نسأل الله العصمة من عذابه وجحيمه والتوفيق لما يوصل الى رضاه ونعيمه وقال بعض المفسرين المراد بالدخان ما هو من اشراط الساعة وهو دخان يأتى من السماء قبل يوم القيامة فيدخل فى اسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ اى المشوى ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الارض كلها كبيت او قد فيه ليس فيه خصاص اى فرجة يخرج منها الدخان وفى الحديث " اول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن ابين " وهو بفتح الهمزة على ما هو المشهور اسم رجل بنى هذه البلدة باليمن واقام بها " تسوق الناس الى المحشر اى الى الشام والقدس " قال حذيفة رضى الله عنه فما الدخان فتلا الآية فقال " يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث اربعين يوما وليلة اما المؤمن فيصيبه كهيئة الزمكة واما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه واذنيه ودبره " وقال حذيفة بن اسيد الغفارى رضى الله عنه اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال عليه السلام " ما تذاكرون " قالوا نذكر الساعة قال عليه السلام " انها لن تقوم حتى تروا قبلها آيات " اى علامات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشرهم واوله بعض العلماء بفتنة الاتراك واول خروج الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى باندفاع ذلك وظهور الخير والصلاح. يقول الفقير ان كان هذا التأويل من طريق الاشارة فمسلم لانه لا تخلو الدنيا عن المظاهر الجلالية والجمالية الى خروج الدجال ونزول عيسى واما ان كان من طريق الحقيقة فلا تصح له اذ لا بد من ظهور تلك الآيات على حقيقتها على ما اخبر به النبى عليه السلام فعلى هذا القول وهو تفسير الدخان بما هو من اشراط الساعة معنى قولهربنا اكشف عنا } الخ وقولهانا كاشفوا العذاب } الخ انه اذا جاء الدخان تضور المعذبون به من الكفار والمنافقين وغوثوا وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون فيكشف الله عنهم بعد أربعين يوما فريثما يكشف عنهم يرتدون ولا يتمهلون وظهور علامات القيامة لا يوجب انقطاع التكليف ولا يقدح فى صحة الايمان ولا يجب ايضا لزومها وعدم انكشافها وقال بعض اهل التفسير المراد بالدخان ما يكون فى القيامة اذا خرجو فى قبورهم فيحتمل ان يراد به معناه الحقيقى وما يستلزمه فانه لشدة اهوال يوم القيامة تظلم العين بحيث لا يرى الانسان فيه اينما توجه الا والظلمة مستولية عليه كانه مملوء دخانا فعلى هذا يبنى الكلام على الفرض والتقدير ومعناه انهم يقولون ربنا اكشف عنا العذاب اى ارددنا الى الدنيا نعمل صالحا فيقول الله انا كاشفوا العذاب يعنى ان كشفنا ورددناكم اليها تعودوا الى ما كنتم عليه من الكفر والتكذيب كما قال تعالى

السابقالتالي
2